للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومراهقا وابنة طفلة، ولم يُوص بجهازه ولا شيئًا من مخلفاته. وكان توعكه مدة نحو ثلاثة أيام. بل جاءه الشهود وأراد الوصية فطمس الله على قلبه ومات. فختمتْ (١) الدولة على مُخلفِه وتكلم القاضي الشافعي على جهات الغائب والأولاد الصغار، وضاعتْ جهاته من النقد والديون، ولم يظهر له شيء إلّا اليسير. وجهّز في يومه وصلّي عليه ضحى عند باب الكعبة وشيّعه جماعة قليلون لشغل الناس بالموسم وعدم خيْره مع كثرة كلامه. ودُفن بتربة الحوراني بالمعلاة بقرب .... (٢) الحبشية التي ماتت قبْله بنحو شهر. عفا الله عنه ورحمه، فإنه كان جارنا ولم يقْض شيئا من حوائجنا.

وفي ليلة الثلاثاء رابع الشهر وصل لمكة جماعة (٣) من سَبْق الحاج الشامي منهم الخواجا محمد ابن الخواجا عبد القادر القاري جارنا. وفرح الناس بوصوله لأنهم تحدثوا بتعطيله، ثم تتابع الحاج ونزلوا بالأبطح كعادتهم.

وفي عشاء ليلة الأربعاء ثاني تاريخه دخل أمير الشامي واسمه بالي بك الرومي نائب طرسوس أو البيرة فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وبات به إلى الصباح. فطلع له الشريف أبو القاسم شقيق صاحب مكّة الشريف أبي نمي الحسني فخلع عليه وعرض له من الزاهر إلى المعلاة، ثم فارقه وتوجّه أمير الحاج لمنزله بالأبطح وعاد الشريف لمنزله بأجياد من مكّة.

وفي عصر يوم الخميس سادس الشهر وصل لمكة حاج أهل المدينة الشريفة .... (٤) في يوم الجمعة ووصل فيها قضاتهم الأربعة الشافعي السيد عبد الله السمْهودي والحنفي القاضي أبو النور الخُجُنْدي وهو مفصول بالقاضي خضر


(١) بالأصل: ختم.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) كلمتان مكررتان بالأصل.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.