للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للحاضر منهم وهو مُعْتَبر ساكن.

وفي يوم السبت خامس عشر الشهر سافر أهل المدينة لبلادهم.

وفي يوم تاريخه سافر أمير الصعيد داود بن عمر بجماعته من البر وأمر بتفرقة ألف ومائتي إردب قمح بجدة على أهل مكّة، وكتب له قائمة بأسمائهم الولوي أبو زرعة، فعيّنَ لكل واحد إردبا (١) وأنقص منه، واستمر الحاج المصري بمكة ثمانية عشر يوما، وتكلم المستحقون من أهل المدرسة الأشرفية القايتبائية مع الناظر عليها مملوك الواقف أمير الحاج تنم الجاركسي في صرفه لهم عن سنتيْن ماضيتيْن، كان أمر بصرف متحّصلها على عمارة الوقف وأكلها الجابي محمد بن رجب ونائب الناظر الخواجا أبو البقاء السكري ولم يعمّرا إلّا القليل.

وتصدى للكلام الشيخ العدل المرتضى ولي الدين أبو زرعة المنوفي، وكان بينه وبين نائب الناظر كلام كثير، وحمي لنائبه كثير وحمي لنائبه الناظر (٢) ولولا تجَوّه (٣) المتكلم بالقاضي الشافعي في إصلاح الأمر والفحص على الجابي وإنْ ظهر (٤) على خيانته يُعزَل من الجباية ويُعطَي للمستحقين ما يخصّهم. فالله يلطف بالمسلمين ويولي عليهم خيارهم.

وفي يوم الأحد سادس عشر الشهر سافر حاج مصر من مكّة وتأخّر أميرهم إلى صبح يوم الإثنين ثانيه ولحقهم بوادي مر. وحصل لمكة مطر غزير وهواء كثير عند سفرهم. فالله تعالى يكتب سلامتهم وسلامة جميع المسافرين في البر والبحر من المسلمين أجمعين.

وفي ظهر يوم الإثنين المذكور فرّق القاضي عبد الحي القيوم المؤيد الرومية


(١) بالأصل: أرب.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٣) لعلها من ألفاظ العامة الدالة على معنى "استجاه".
(٤) بالأصل: وال ظهر.