للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالزيادة أيضا بحضرة الشافعي بقية أوقاف الشام، كوقف سيدي والمال المستجد في وقفها عام تاريخه من قاضي الشام الولوي بن الفرفور والناظر على أوقافها المحيوي عبد القادر، والبرج والغازية وبقية أسماء الأربطة.

وكانت أوقاف الشام هذه كبيرة نافعة أحسن الله إلى ناظريها خيرا (١) وانتقم من نُظار أوقاف مصر، فإنهم ضيعوها خصوصًا معظمها وقف الشافعي الحكمي والمستجد فإنهم يتحيّلون (٢) بها على البرج والغازية الواصلة من الشام وذلك من مدة أعوام. فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وفي ظهر يوم الإثنين المذكور أيضا فرّق يازجي المَبَرّة الرومية عيدي جلبي أسماء البيوت على أهل مكّة بالمدرسة الأشرفية القايتبائية بحضرة الناظر قاضي القضاة وكان توعك من مني وخاف على نفسه من دعاء الناس.

وفي ثانيه فرّق على أهل الأربطة أسماءهم بدفْعها لمشائخهم بعد جهد وتوقّف معهم، وقال: يحضر أهل الأربطة إلى عندي، وأحضر مرسومًا بتحرير من يأخذ ذلك من أولاد العرب، وتكرير أسمائهم فيها. فقال الحاضرون منهم: حضورهم هنا متعذر، وإنْ أردتَ ذلك توجّه إلى محلهم. وصاحوا جميعهم بالدعاء للسلطان. فتأمل (٣) كلامهم وقال لهم: أنتم عصاة تخالفون مرسوم السلطان، فقالوا له: نحن طائعون للسلطان وهو - نصره الله تعالى - أرسل إليْنا رزقَنا وأنت تريد قطعه. فأحالهم حينئذ بالموافقة وإعطاء مشائخهم ما يخصّهم. ومشى الحال ولله الحمد.

واستمر على ذلك إلى ثالث يوم وهو يوم الأربعاء تاسع عشر الشهر حتى فرق بقية الأسماء على أهلها، ومطل كثيرا منهم، ومنع أهل الأحكام المستجدين والقدماء مع انحلال كثير من الأسماء بل أخذ بعض المراسيم ووعد أهلها بالإعطاء


(١) بالأصل: خير.
(٢) وردت الكلمة غير معجمة بالأصل.
(٣) كذا وردت الكلمة بالأصل.