للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليها - وخلّفتْ ولدها المذكور.

وفي عصر يوم الثلاثاء تاسع عشر الشهر وصل إلى مكة المشرفة قاصد من الأمير مصلح الدين الرومي من ينبع إلى نائب جدة الأمير قاسم الشرواني ومعه عدة أوراق له وما عُلم خبَره، وذكر أنه أقام بالمدينة الشريفة ثمانية أيام وفرّق فيها الصدقة الرومية عن سنة ثلاث وعشرين (٩٢٣ هـ) وقرّر فيها صدقة في قراءة رَبْعة للملك المظفر سليم خان بن عثمان، كما فعل بمكة المشرفة.

وفي يوم تاريخه سافر قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة لزيارة السيد الشريف، زعيم الحجاز المنيف، زين الدين أبي زهير بركات - عاملهما الله بألطافه الخفيات - فواجهه وهو نازل بالرغامة (١) بالقرب من جدة، فسلّم عليه ورحل الشريف من ذلك المكان إلى جهة الشام بنية التوجّه إلى عسفان فوادَعَهُ القاضي. وعاد إلى مكة في ليلة السبت ثالث عشريْ الشهر، فهرع الفقهاء للسلام عليه.

وكان الأمير قاسم الشرواني نائب جدة المعمورة ثاني يوم سافر القاضي الشافعي وهو يوم فرّق صدقة القمح على أهل الربط الذين بمكة، وكتب لمشائخها أوصالا على بعض الساكنين بها، وقال: مَن أخذ حصّته في البيوت لا يأخذ حصّته مرة ثانية، وذلك بتعليم الكاتب الرضي الحناوي له، فحصل بذلك ضررٌ كبير على كثير من الناس، فإن في ذلك قطع أرزاق لهم، فلا حول ولا قوة (٢) إلا بالله العلي العظيم، وعند الله يجتمع الخصوم. وقد قسمتْ هذه الصدقة قسمة ما أريد بها وجّه الله، فإنه حرم منها المستحق وأعطى الغني للشهرة والجاه.

وفي يوم الخميس حادي عشريْ الشهر تكلم الأئمة وأرباب الشعائر بالمسجد الحرام مع الأمير قاسم في الزيادة من القمح والقضاة الثلاثة - خلا الشافعي - في


(١) أرض رملية خارج جدة على يمين القاصد إلى مكة يسيل فيها وادي غليل. البلادي: معجم معالم الحجاز ٤: ٦١.
(٢) كلمتان تكررتا في الأصل.