للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالرومية (١) وتفرقتها على مستحقها، ومن مات وله ولد يُعْطى لولده. ثم ذكر في آخر المرسوم أنّ ذلك لمن خلّفه من الذكور والإناث، وثلاثة (٢) للقاضي محب الدين الشافعي لولايته لقضاء جدة ووصيته بضبط المتحصل فيها والقبض على مال الأموات والكتابة بها إلى الأبواب الخنكارية حتى يُثبت الورثة استحقاقهم. وفي ذلك ضياع ومشقّة على أهلها. فلا قوة إلّا بالله.

ومرسوم للسيد عرار بتعظيمه والوصية به. ومرسوم خاص بإبطال المظالم من المعشرات بجدة والعوائد المحدثة لاشتكاء التجار. وطلب الأمير قراءته بحضرة التجار وطلبهم في المسجد وأشير عليه بقراءته مرتين في هذا المجلس وبعده عند اجتماعهم، فأظهر انزعاجًا عند ذلك وصار يؤكد في طلب التجار والشريف يضحك منه. ففهم بعض الحاضرين قصده في طلب مصلحة منهم فأرسل إليهم جماعة فحضر منهم الخواجا زين الدين الناظر وشاه بندر - كان - أبو البقاء السكري المصري والخواجا محمد بدر الدين الحلبي والخواجا محمد ابن النميرة الشامي وغيرهم من الشاميين والمصريين والأعاجم نحو العشرين فعرضت قراءته على قارئ مراسيم الشريف فامتنع فقرأه حينئذ مباشر أمير الحاج البدري الجزيري (٣) قراءة خفية توقف في كثيرها، فأعطي لمباشر غيره فقرأه على الكرسي مرة ثانية فأعجب التجار، وتضاعف دعاؤهم للخنكار.

ثم بعد ذلك لبس الشريف خلعة عظيمة وكذا قاضي القضاة الشافعي المحبي ابن ظهيرة وانفض المجلس مع الشريف إلى باب أجياد من المسجد الحرام. ثم عاد الفقهاء والخلق مع الشافعي إلى جهة جلوسه في زيادة باب السويقة وهنّأه الناس


(١) أي المبّرة الرومية العثمانية.
(٢) أي ثلاثة مراسيم.
(٣) بالأصل: الجزيلي.