للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بولاية قضاء جدة. وكان خصمه القاضي بديع الزمان جالسًا (١) عند مقام الحنفية يشاهدهم وهم مارون عليه، وخطّأه جميع من شاهده.

وفي يوم تاريخه أمر أمير الحاج المصري بتفرقة الذخيرة الشريفة في المدرسة الأشرفية ففرقها مباشرها القاضي بدر الدين الجزيري (٢) وسار معه ولده (٣) وخازندار أمير الحاج ويكتب كل من قبض اشهادا عند قاضي المحمل ويضع ختمه عليه. وتوحد لذلك كثير (٤) ثلاثة من الشهود والختم والخازندار على كل أشرفي عثماني وهو عشرة كبار صرف مصر. ومشى حال الناس لكونها فضة. والرومية ذهبًا وهو ماش أيضًا في البيع والشراء، لكنه يتوقف في الصرف.

وفي ضحى تاريخه وصل جماعة من الحاج الشامي تقدموا من الوادي وتقدم معهم قاضي الحنفية الجديد أبو النور محمد الخُجُندي المدني وغيرهم من الحاج ثم تتابعوا في بقية النهار ولله الحمد.

وفي صبح يوم الإثنين خامس الشهر خرج لملاقاة أميرهم صاحب مكة السيد أبو نمي الحسني وولده السيد أحمد وعسكرهم فلاقوه بالزاهر واسمه حاجي بك الرومي نائب صفد ونابلس الذي وصل أميرهم سنة ست وثلاثين. فعرض لها هناك وألبسه خلعته وطلب أيضًا إلباس قاضي الحنفية الجديد أبي النور المدني خلعة فقام الشريف أبو نمي من المجلس ومنعه من اللبس وقال: أنت متعدّ على قضاة بلدي وما استأذنْتَني في ذلك، فتبعه وقد ركب فرسه فأكبّ على رجله ليسلم عليها فرفعها عنه فصدمت عمامته فوقعت فقرب منه الشريف عرار بن عجل وسأله في الشفاعة له.


(١) بالأصل: جالس.
(٢) بالأصل: الجزيلي.
(٣) ولد بدر الدين الجزيري هو المؤرخ عبد القادر الجزيري صاحب كتاب الدرر الفرائد المنظمة، في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، انظر مصادر ترجمته في كتابنا التاريخ والمؤرخون بمكة ص ٢٢٨ - ٢٣٣.
(٤) كذا وردت الجملة بالأصل.