للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الأربعاء سابع الشهر خطب خطبة السابع المحيوي العراقي، كما وقع الاتفاق عليه بينه وبين شريكه. وتوجّه الناس لعرفة وخطب بها في مسجد نمرة الخطيب عبد الرحمن النويري.

وكانت الوقفة بالجمعة - ولله الحمد - والخلق كثير والحج هنيء والأسعار رخية في جميع الأقوات خصوصًا الفاكهة من العنب والخوخ والرمان والرطب والبطيخ الأخضر، وكثرة الكباش بحيث بيع الضخم بأشرفييْن وزيادة يسيرة ودون ذلك، والبِرَك ملآنه من الماء الحلو الطيب لجرْي عين عرفة وانبسط الناس بها كثيرًا وكثر دعاؤهم لمعمّرها الخنكار، نصره الله تعالى وأدام أيامه. وأقام الناس بمنى ثلاثة أيام وهم آمنون مطمئنون. ولم يصل أحد من الشرق إلّا القليل ومعهم قليل من القماش. وكسد كثيره لجلب تجار الهند قماشهم لمنى وبيعهم له بأنفسهم بسوء تدبيرهم لأنه حسُن في آخر الموسم عند السفر. وأقام الحاج المصري بمكة تسعة عشر يومًا ثم في ليلة الإثنين تاسع عشر الشهر سافر الحاج المصري وأقام الشامي بعده جمعة ثم سافر يوم الإثنين سادس عشريْ الشهر.

وكان وقع في يوم الجمعة سادس عشر نزاع بين الخطيبين وجيه الدين عبد الرحمن ابن الخطيب فخر الدين أبي بكر العقيلي النويري في الخطابة بينه وبين خصمه الحديث فيها محيي الدين بن عبد الرحمن الحمصاني الشهير بالعراقي لأجل مباشرة الخطيب عبد الرحمن النويري للخطبة يوم الجمعة. وأرسل إليه جماعة يمنعونه من الخطبة لدعواه أنها له فمسك أعلامه قريبًا من باب المنبر، فكثر الإشلاء عليهم لظلمهم. وكان حاضرا أمير الحاج الشامي فسأل عن القضية فذكروا له أن خطيبًا ثانيًا ينازعه في الخطبة فقال: أين هو؟ فقالوا: باقي، فقال: الحاضر يقدّم، فقدم الخطيب عبد الرحمن فخطب وصلّى بالناس الجمعة. ثم بعد فراغه طلبه العراقي إلى قاضي الشافعية المحبي بن ظهيرة في مصلاه بزيادة دار الندوة، وادعى عليه أنه وقع