من وصول هندي عام تاريخه وتحركوا في البيع والشراء ونزلوا الجدة وكذا قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة والسيد ملك التجار وأقام بها الشافعي عشرين يومًا وولدت زوجته في غيبته بعد سفره بجمعة ضحى يوم الجمعة ثامن عشري شوال ولدًا ذكرًا سمّاه محمدًا جمال الدين وهنّأه الناس به لكونه محتاج له، وبعده عدة ذكور ووجود الإناث.
وفي نصف شهر تاريخه وصل لمكة صاحبها السيد أبو نمي الحسني من جهة اليمن وتردد للوادي وجاءه فيه هدية من صاحب الحبشة فيها جارية حسنة ابنة أخي الحظي سلطان الكفرة، وكان هاداه في عام تاريخه، فأرسل معها عدة طواشية وتحفًا وعنبرًا وغير ذلك عوض هدية أرسلها. فابتهج الشريف بها. ويقال إن صاحب الهدية أرسل بمبّرة لأهل الحرمين الشريفين مع شخص مغربي يقال عند السيد ثم أظهر لأهل المدينة ألف أشرفي توجّه بها إليهم وفرقها عليهم على قائمة الحسب لأهل السنّة وأعطى لشافعيها ثلاثة آلاف أشرفي لشراء نخل يوقف على قراءة وسبيل عن صاحب الهدية، ولم يَظهر لأهل مكة شيء والله يخلف بخير.
وفي شهر تاريخه شرع الشريف أبو نمي في عمارة دار بجانب منزله دار السعادة لولده الشريف أحمد وبذل همته في عمارتها مع العدل والإنصاف لجيرانه وعماله.
وفي صبح يوم الخميس خامس عشري ذي القعدة شمرت ثياب الكعبة ويقال إحرامها على عادتها.
وفي ظهر يوم السبت سابع عشريْ الشهر وصل مرسل من صاحب ينبع لصاحب مكة وأخبار الحاج وهو قليل وصحبته الإمام إسماعيل ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي وعدة أوراق له فيها الأخبار مفصّلة: منها أن أمير الحاج المصري هو الذي كان في العام الماضي مصطفى الرومي النشار كاشف الغربية من المحلة، وأن المبرّة الرومية وصلت ذهبا صحبة أمين رفقتهم. وأن درويش العجمي