للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقاهرة لإشاعة أهل المدينة ذلك. فلزم منزله حتى مات، وكفى الله همه لأنه كان له ميل على الشيعة (١) ورمي الفتن بينهم وبين أهل السنة من القضاة والفقهاء والمعمارية.

وفي يوم الأحد المذكور فرقت الذخيرة الشريفة بسكن أمير الحج المصري بالمدرسة الأشرفية القايتبائية بعد منعه لها ..... (٢) لمستحقيها أنه يصرف في دارها وإذا باع معلقه (٣) يصرفها لهم بمنى. فكثر الإشلاء عليه فأمر بقبضها ذهبًا وبعض فضة غالبها مغشوش عليه مع وكسه في الصرف بنقص ثلاثة كبار، وهو ماش في البيع والشراء كاملا. وخير (٤) أمير الحاج بقية أوقاف القضاة الأربعة إلى بعد الحج وضاق أهل البلد لذلك ولتأخر صر الشام وحلب كذلك.

وفي يوم الإثنين سابع الشهر خطب خطبة السابع الخطيب الجديد الإمام أبو الخير محمد بن أبي السعادات الطبري، وهو أول خطَبه مستقلًا، وهي لطيفة حسنة.

وفي ثاني تاريخه توجّه الحاج لأرض الموقف بعرفة.

وكانت الوقفة المباركة في يوم الأربعاء تاسع الشهر. والحج هنيء والأسعار رخية والماء كثير في البرك بها. وبيع الكبش المليح بأشرفي ونصف ودون ذلك، وكذا جميع الفاكهة من الرطب والعنب والخوخ والبطيخ الأخضر والخربز الأصفر والقثاء وغير ذلك، والسمن كل مَنّ بنحو ثلاث أشرفية وزيادة. والحاج نظيف لطيف.

ووقف أميرا (٥) الحاج المصري والشامي بحمليهما في موقف النبي وصاحب مكة السيد أبو نمي محمد معتزل عنهم بجماعته قريبا منهم. وكان قدوتهم


(١) لعل صوابها إلى الشيعة.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٤) كذا بالأصل.
(٥) بالأصل: أميري.