للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وصل معنا لحلب وذكر أنه أخذ الوظيفة بأجمعها وهو واصل مع المصري. والسلام وطلب الدعاء. كتب الله سلامته وجمع الشمل به في عامه.

واستقر خاطر أهل المسافرين بهذه الورقة مع أوراق غيرها وصلت مع قاصد وصل من القاهرة. وانحلتْ أسعار مكة في القوت من الحب وغيره .... (١) قاضي القضاة الشافعي المحبي بن ظهيرة أنه طلع بجبل أبي قبيس أواخر شعبان لرؤية هلال رمضان فلم يره، ولما نزل جاءه رجلان وشهدا برؤيته فأثبته وأمر بإسراج المنائر والنداء بالصوم في غد فصام الناس.

وعمل في آخره ختمين له على العادة في المسجد الحرام أولهما في صبح حادي عشري رمضان لقراءة الشفاء للقاضي عياض، وثانيهما في ظهر يوم الجمعة سادس عشري الشهر. وامتُدح فيهما بنحو عشرين قصيدة وبالغوا في مدحه طلبًا لنائله وهو يُظهر الانشراح والسرور. وكان ختمًا مشهودًا، والناس فيه شهود.

واتفق بعده في آخر شهر تاريخه طلوعه بجبل أبي قبيس لرؤية هلال شوال فلم تتفق رؤيته وظهر عليه التشويش حين جلس على سماط الفطور في منزله على عادته وسلفه، فقدر الله أن في تكملة الثلاثين لم يُر الهلال في المسجد فكبّر رئيس المؤذنين على ظلة زمزم بعد دعاء صلاة المغرب وافترق الناس فرقتين الشافعية والحنفية يقولون بتكملة العدة كما ورد في الحديث الشريف. وقال المالكية: لا بد من رؤية الهلال وإلّا يصومون في عدة ويؤدب الشاهدان لرمضان فإنهما شاهدا سوء كما قاله إمامهم. وطلع بعض الفضلاء من أهل البلد والمعارفة لطلب رؤيته فرُئي الهلال بعد جهد وزمن طويل فأقر الله الخواطر.

ثم صلّى العيد في صبح يوم الأربعاء الإمام خير الدين أبو الخير محمد الطبري الشافعي الخطيب الجديد في سنة تاريخه وطول في صلاته حتى نَسي تكبير الركعة


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.