للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأسف ممن يعرفه ومن لم يعرفه، وشيّعه خلق من الخواص والعوام في مجمع حفل لم تر العيون نظيره. ودفن بالمعلاة في تربة سلفه على أبيه، وعُمل له ختم بالمسجد الحرام والمعلاة ثلاثة أيام وختم له في رابعها. وأنشدت فيه ثلاث مراث (١) كان لكل منها وافي (٢) وكثر الثناء عليه وعلى حشمته وعقله وتودده مع صغر سنه. فالله تعالى يعوّضه في شبابه الجنة ويرزق والدته وأقاربه بل أهل بلده الصبر .... (٣).

وفي يوم ختمه توجّه أقاربه لصاحب مكة الشريف أبي نمي في جهة الشرق لأجل عزائه وطلبها التقدمة في منصبه فواجههم بالإكرام وإظهار الحزن العام ووعدهم بكل خير فالله يكون لكل منهم وكيل وكفيل. فعادوا جميعًا بعد جمعة ودخلوا مكة في يوم الإثنين تاسع عشر الشهر.

وفي ثاني تاريخه دخل لمكة صاحبها السيد الشريف أبو نمي وعزى جماعة القاضي محب الدين .

وفي الجمعة التي بعد وفاته ذكر أهل مكة حسن تصرفاته لأنه وصل لهم من الهند مبرّة من القماش نحو الألف دينار فوضع نائب جدة يده على ثلثها و .... (٤) الهندي خادم صاحب الروم على ثلثها الثاني وأرسلوا بثلثها الثالث لبيت قاضي جدة، وتصرف الأولان فيها بالشدة والقوة. قيل طلب نائب جدة قاضي المالكية التاجي ابن يعقوب وأخذ من وصية الحاج فحيمة (٥) المغربي لأهل الحرم - يقال مائة دينار - وأمر بتفرقة باقيها على جماعة من الخواص والعوام لكل نفر عشرة كبار. فسخط كثير من الأكابر ورد ما عين له، منهم كاتبه، وصار المالكي يتبرأ من


(١) بالأصل: وأنشد فيه ثلاثة مراثي.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل، لعلها: استولى.
(٥) كذا ورد العلم بالأصل، وهو متداول بالمغرب الأقصى.