للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف بشعب بني هاشم، واستناب في المشي عنه بالزفة المذكورة ابن عم أبيه سيدنا العلامة الزاهد بركة المسلمين وعين الأعيان المعتبرين عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة بجدة المعمورة وخطيب المسجد الحرام فخر الدين أبا بكر (١) بن علي بن ظهيرة القرشي الشافعي - متع الله بحياته وأدام النفع بعلومه وبركاته - وكان تكلم معه قبل ذلك فاشترط عليه ثلاثة شروط، وهي صلاة المغرب على عادته لأجل سلام الناس عليه، ودخوله المولد الشريف والصلاة في محرابه المنيف، وعوده إلى المسجد لصلاة العشاء - على العادة - فوافقه على ذلك. ودخل إلى المولد الشريف وسمع الخطبة ودعي له على العادة مع السلطان والشريف وولده ثمّ ركب فرسه وعاد إلى المسجد ومشى قريبه في الزفة ذهابا وإيابا. وكانت عظيمة ببركة من وُلِد فيها ، وابتهج الخلق برؤيتها وجماعته حوله والخلق خلفه وقدامه، وأسْرِجتْ الشموع والمفرّعات (٢) - على العادة - وقرأ رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام آيات من القرآن العظيم في ثلاثة أماكن أولها عند الشجرة التي بالقرب من المولد الشريف، وثانيها عند باب علي، وثالثها في مصلّى القاضي عند قبة الفراشين. وبعد ذلك أذّن العشاء فصلّى القاضي والقضاة الثلاثة معه لمرضه مكانه (٣). ثمّ قام بعد الصلاة وعاد إلى خلف مقام الحنفية فسلّم عليه الفقهاء ثمّ عادوا إلى أمام المدرسة العطيفية. وحضروا مع القضاة الأربعة عقد القاضي تاج الدين المالكي على زوجته السيدة قريش ابنة قاضي القضاة الحنبلي، وعمل فيه مفرعات وشموع كثيرة أكثر من العادة بواسطة أم الزوجة، فإنها تكلمتْ مع أخيها قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام، فوقف في المفرعات لكونها لم تُعمل لأحد قبل تاريخه، وكان هو المباشر


(١) بالأصل: أبي بكر.
(٢) المفرعات: نوع من الشموع.
(٣) بالأصل: المرض مكانه.