للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للعقد (١) ولم يتخلف عنه أحد من النساء والرجال فكان حفلا بهجًا (٢)، جعله الله مباركا على أهله.

وفي صبح يوم الأربعاء المذكور عُمِلت زفة لطيفة مشى فيها القضاة تاج الدين بن ظهيرة أخو (٣) قاضي القضاة الشافعي وجماعة من الفقهاء، وزاروا جميع المواليد - على العادة - وهي بسوق الليل، مولد النبي وابن عمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرّم الله وجّهه - والسيد أبي هريرة وعن أمه، وبزقاق الحجر المنسوب لكلام النبي مولد السيدة فاطمة الزهراء ، وعندها قبة الوحي، ومولد أمير المؤمنين السيد أبي بكر الصديق ، وختم بدار الهجرة عند الصفا، ثمّ دخل إلى المسجد الحرام وصلّى فيه ركعتين، ثمّ توجّه إلى منزله فمُدّ له هناك سماط وسط حضرة الفقهاء الذين مشوا معه والقضاة الأربعة، وهو من عند أخيه. وقُرئ مولد في بيت القاضي الشافعي على ما جرتْ به عادة أسلافه.

وفي صبح يوم الأربعاء عُملت فازة لطيفة لابنة قاضي القضاة الحنبلي في منزل جدّها وخرجت مؤذّنتها، وحضرها القضاة الأربعة وأقارب الزوجة بنو ظهيرة وستة أنفس من التجار وبعض الفقهاء وألصقوا على وجْه المؤذنة نحو عشرين أشرفيا، كلّ نفر أشرفيًا واحدًا خلا خال الزوجة قاضي القضاة الشافعي فأشرفيان، وبعد أن خرجتْ هذه المؤذنة توجّه الزوج إلى منزله فأخرج مؤذنة أخرى لنفسه حضرها والد الزوجة قاضي القضاة الحنبلي وبعض أقاربه وألصقوا عليها أيضا.

وفي عصر تاريخه مات المعلم إبراهيم الحجازي العطار بباب السلام، وصلّي عليه بعد صلاة العصر ودُفن بالمعلاة، وخلف ولدا وابنة، رحمه الله تعالى.


(١) بالأصل: لعقد.
(٢) بالأصل: بهجا حفلا.
(٣) بالأصل: أخي.