للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنبر العتيق واقتسمه الخطباء كعادتهم.

وفي يوم تاريخه فتح أمين الرومية .... (١) الرومي ختم القوائم واشترى هدية الشريف صاحب مكة وتوجّه بها إليه واستأذنه فأذن له. فشرع في تفرقتها صبح يوم السبت ثالث الشهر في المدرسة الكلبرجية على باب الصفا - أحد أبواب المسجد الحرام - وحضر معه قاضيا القضاة أبو السرور بن الضياء الحنفي وتاج الدين بن يعقوب المالكي وكاتبٌ من جهة الشريف والشيخ أبو زرعة المنوفي وبعض إخوان القاضي الجديد ورأوا بحضرتهم قبض الناس. واستمروا على ذلك جميع النهار حتى فرق غالب الصر، وكان القبض هنيًا من غير نكد لأحدهم. ثم في ثاني يوم فرق باقي الصر على العرب والعجم، وفي ثالث يوم البيوت وبقية الصرر في رابع يوم أعطي مشائخ الأربطة ليفرقوها (٢) على سكانها على عادتهم.

واتفق في يوم السبت أول يوم فُرقت الرومية دخول الحاج الشامي.

وفي ليلة الأحد رابع الشهر دخل لمكة المتولي لقضاء الشافعية بها ونظر المسجد الحرام الزيني عبد اللطيف ابن شيخنا الإمام الزاهد عفيف الدين عبد الله باكثير الحضرمي الأصل ثم المكي ولاقاه إخوانه وأقاربه وهم ساكنون لخوفهم من صاحب مكة فسكن أخوهم عند زوجته ابنة أخي شيخ الحجبة الشرفي أبي القاسم الشيبي بأجياد الصغرى. وبرز للناس في المسجد الحرام، وكنتُ أنا ممن سلّم عليه واقفًا لحق مشْيخة والده. وكثرت القالات فيه بسببه، وكان في غاية الرزانة (٣) ولم يركبه المنصب.

وفي صبح تاريخه مات إمام الحنفية السيد العلامة عفيف الدين عبد الله بن محمد البخاري الحسني وجُهّز في يومه وصلّي عليه بعد صلاة العصر وشيّعه خلق من


(١) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: يفرقوها.
(٣) بالأصل: الرزا.