للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعيان. وكان له مجمع حافل وأثني عليه خيرًا الخيره وديانته، وكان عمره نحو سبعين سنة ومرض بالفالج نحو الشهرين وحُقن وكُوي (١) بالنار فلم يُجْده شيئًا مع تألمه وعدم ميله لذلك لكنه غلب عليه ابن أخيه الجمالي محمد زوج ابنته الكبرى وأم أولاده موطوءته الحبشية سعاد وخلفهما مع بنتين منها وواحدة من غيرها. فالله تعالى يجبرهن ويرحمه. واشتغل بإمامة الحنفية بعده ابن أخيه المشار إليه بكتابة صاحب مكة له. ونادى الرئيس أبو عبد الله بالصلاة عليه من فوق ظلة زمزم بأمر من القاضي برهان الدين بن ظهيرة الشافعي.

وتشوش المتولي الجديد من فعله وعاتبه (٢) على ذلك. ثم إنه رجع من باب السلام عن الجنازة وتوجّه لصاحب مكة الشريف أبي نمي للسلام عليه مع أكبر إخوانه فلم يأذن لهم في الدخول عليه من ساعة وصولهم فجلسوا في المنزل حتى قدم عليه المفصول فنزل إليه وعظمه بحضرتهم فسلموا وانصرفوا من غير كلام منه ومنهم. ثم تكرر تردادهم إلى الشريف ولأمير الحاج المصري الجمالي يوسف ابن الأمير جانم الحمزاوي والسيد علاء الدين ملك التجار وهم يسألون في التمكين من الوظائف لعبد اللطيف والشريف يصدّهم ويقول: عليّ مراجعة الخنكار وأنا معتمد مرسومي في إمضاء مَن يصلح للولاية ومنع من لا يصلح. فأشار عليه أمير الحاج بتمكينهم من الوظائف وهو ووالده يساعد (٣) الشريف في المراجعة فيه بعد ذلك، وإلّا تحدث فتنة من المنع فإن الدفتردار الجديد النوري النقاش مساعد له في الولاية وكذا قاضي العسكر قادري جلبي فإنه خدمه في بابه كثيرًا قبل ذلك.

فأذن له في يوم الأربعاء سابع الشهر بعد قراءة مرسومه في منزل الشريف ولبس عقبها خلعة جاء بها معه ومشى أمامه إخوانه حتى وصل إلى محل جلوسهم


(١) بالأصل: أكوى.
(٢) بالأصل: عتبه.
(٣) كذا بالأصل، ولعل الصواب: يساعدان.