للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند منارة باب علي، فصلى هناك ركعتين وتوجّه بها إلى منزله وهنّأه القليل من الناس لانشغالهم وبعضهم مراعاة واستحقارا، وباشر الحكم حينئذ. فالله يعطي الناس خيره ويصرف عنهم شره. والناس نافرون عنه.

وفي ظهر تاريخه خطب خطبة السابع الخطيب أبو الخير الشافعي وطلع الحاج إلى عرفة. وكانت الوقفة بالجمعة ولله الحمد. وأرسل صاحب مكة للقاضي المفصول البرهاني بن ظهيرة بأن يقف بالناس وللقاضي المتولي بالمنع، فتوقف المفصول عن ذلك وتوجّه المتولي لأمير الحاج وللقائد جوهر المغربي وزير صاحب مكة وتكلم معه في مباشرة وظيفته وهو الموقف، فتكلم مع الشريف فمكنه منها.

فوقف بالناس في أول الوقت واستمر إلى تمكينه بدخول الليل وأنشأ خطبة لّمح فيها .... (١) حاله ضمّنها قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (٢) وأردفها بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ (٣) إلى غير ذلك مما نقل عنه، وبكى واشتكى.

واتفق له في الموقف أنه جاءه مبلغ من بعض سلاطين العجم بسبب الدعاء له ويقال قدره سبعة عشر مثقالًا ذهبًا، ولم يتفق ذلك لمن قبله، ووقع ذلك موقعًا عنده لشدة فقره وجوعه.

ووقع للخطيب بمسجد نمرة المحيوي العراقي أنه باشر الخطبة بنفسه وهو مريض، فلما نزل استناب في الصلاة أخا (٤) شريكه في الخطابة الإمام إبراهيم الطبري فصلّى بالناس الظهر جمعًا واضطرب الحاج فيها وكان قاضي المحمل المصري حاضرًا مع أمير الحاج وقام على رجله وأمر الرئيس أن يقيم صلاة العصر عقبها فقام


(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٢) سورة القصص، آية ٥.
(٣) سورة الزمر، آية ٧٤.
(٤) بالأصل: أخي.