للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورجوعه إلى تخت ملكه ونودي بالزينة في مكة سبعة أيام فزينت الخانات والأسواق وبعض بيوت التجار من الأعاجم وسُرّ الناس بذلك ولله الحمد.

واتفق في تاسع شهر رجب أن القاضي الشافعي الزيني عبد اللطيف باكثير أرسل جماعة من الأروام المشدّين في المسجد الحرام لطلب السيد نور الدين أحمد بن عفيف الدين الإيجي لمواجهتهم، فوافقهم على التوجّه معهم إلى المسجد الحرام، وأرسل بعض جماعته كالشيخ حامد بن محمود الجبرتي أحد أصحابه والمقربين لصاحب مكة السيد أبي نمي يخبره بما اتفق له. فتوجّه (١) الفقيه حامد إلى القائد مرشد الحاكم بمكة فطلب منه النجدة للسيد نور الدين الإيجي فأرسل بعض جماعته إليه فلاقوه في المسجد ومنعوه من التوجّه إلى منزل القاضي وتوجّهوا إليه بأنفسهم فقال لهم: هو السبب في قراءة سورة الأنعام لسلطان الهند، وفيها ضرر على سلطان الروم وأمرني نائب جدة بمنعها، فقالوا له: أمر راجع إلى صاحب مكة. فكف عنهم ولم يبلغ غرضه من البهدلة، ثم إنه أرسل المشدين إلى شيخ الحضور إمام الحنفية السيد محمد البخاري فتوقف من التوجّه معهم ولازموه في ذلك، فتوجّه معهم حتى حاذى منزل قاضي المالكية التاجي بن يعقوب فدخل إليه وعرّفه بطلبه، فتوجّه معه إلى قاضي الشافعية. وذمّ الناس فعل الشافعي ونسبوه إلى الظلم والتعدي. ثم بعد هذا كاتب وزير الهند والسيد نور الدين الإيجي صاحب مكة السيد أبا (٢) نمي في جهة اليمن بإخباره بما وقع من القاضي الشافعي وقد طلب قراءة سورة الأنعام، وكان السبب في منع الخير والرزق. وعند الله تجتمع الخصوم.

وفي مغرب يوم الثلاثاء سابع عشر رجب وصل لمكة الشريف عرار بن عجل الحسني أحد وزراء صاحب مكة والناظر بجدة واجتمع به الأكابر ولازمه قاضي


(١) تكررت الكلمة بالأصل.
(٢) بالأصل: أبي.