للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأربع مفرعات كبار ونحو ثلاثين مشعلًا للشريف وأمير الحاج الشامي من المعلاة صحبة العريس السيد أبي (١) القاسم وهو راكب فرسه والنساء حوله يروحن (٢) عليه بالمراوح - كعادة العرسان - وبعض عياله أمامه منهم شقيقه صاحب مكة.

وكانت زفة بهجة لم يعمل لأحد مثلها وانتقد فعلها بعض العقلاء لكبر مقام العريس عليها فإنها لا تُعمل إلّا للأطفال. ثم لما نزل إلى منزله دخل على عروسته (٣) وجُليَتْ له في بشخانة من الحرير مكللة بالذهب.

وعمل له سماط في صباحها دُعي فيه الأعيان من القضاة والفقهاء والتجار وغيرهم وأخذ الشريف لصقًا من التجار على العرس بطلب ذلك من كل واحد على قدره. [فألصق الناس مبالغ كثيرة] (٤).

وكان فعل جميع هذا من الحوادث المستجدة من الدولة بمكة. [ولم يُعهد ذلك فيما سلف] (٥).

واتفق من الحوادث لأمير الحاج الشامي وهو قاسم بك الرومي أنه نزل في محل أمير الحاج المصري بمدرسة الأشرف قايتباي في المسعى الشريف وطلب قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير وشقيقه نائبه الخطيب جمال الدين محمد فطالبهما بتركة آغا جان العجمي الذي مات سنة، تاريخه، وأن تُدفع لولده المراهق وعمره ثلاث عشرة سنة، لكون بعض عبيد أبيه وصل بمرسوم خندكاري من الروم لأمير الحاج الشامي بالتفتيش على تركته لإشاعة أن القاضي تصرف فيها. فقال له القاضي: لا أسلم له المال حتى يثبت رشده عند حاكم شرعي. فقال له


(١) بالأصل: أبو.
(٢) بالأصل: يروحون.
(٣) كذا بالأصل.
(٤) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٥) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.