للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الثلاثاء تاسع الشهر بُلّ سكرٌ لعقد القاضي تاج الدين محمد ابن قاضي القضاة شيخ الإسلام ناظر المسجد الحرام المرحوم الجمالي أبي السعود بن ظهيرة القرشي على قريبته سعادة ابنة الشيخ العلامة نجم الدين محمد بن نجم الدين بن ظهيرة أخت قاضي القضاة الحنبلي، وكان توقّف في زواجها لأجل إشهاده عليها في ما خلّفه لها والدها بسبب قيامه بها فامتنعتْ من ذلك ثم وافقتْ على بعض ما أراده منها. وحضر ذلك القضاة الأربعة وقرابة الزوجين بنو ظهيرة وبعض الفقهاء، ومَدّ لهم بعد الفراغ سماطا حسنًا.

وفي ليلة الأربعاء عُمل العقد في المسجد الحرام أمام الرواق الشامي بالقرب من مقام الحنفية وأسْرِجتْ الثريات، وشمع المسجد الحرام وحضره القضاة الأربعة والفقهاء والتجار وخلق من العوام، وباشر العقد أخو (١) الزوج قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة على مائتي مثقال حالّة - كعادة بني ظهيرة - وبعد الفراغ شرب الحاضرون سكّرًا وانصرفوا، جعل الله ذلك مباركا ميمونا.

وفي سادس عشر الشهر ليلة الثلاثاء انتقل القاضي تاج الدين ابن قاضي القضاة نجم الدين محمد بن يعقوب المالكي بزوجته إلى منزله وعمل لها حلوى في داره وقسمها على النسوة وغيرهن (٢). وكان السبب في نقْلتها مخاصمة أبيها لها على وجْه غير مرضي انتقده العقلاء عليه.

وفي يوم الأربعاء ثاني تاريخه خرجتْ مؤذنة ابنة قاضي القضاة الحنبلي من بيت زوجِها القاضي تاج الدين ابن قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة، وحضرها أخوه وأخو الزوجة وأقاربهما والقاضيان الحنفي والمالكي وغيرهم من التجار، فألصق كل واحد دينارا واحدا، مجموع ذلك نحو العشرين دينارا.


(١) بالأصل: أخي.
(٢) بالأصل: غيرهم.