للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم تاريخه جيء إلى مكة بشهوان بن جمال الدين الدّلال وهو ميت من طريق جدّة، فجُهّز في يومه وصليّ عليه ضحوة تاريخه ودفن بالمعلاة، وخلّف ولدين ذكرين وزوجة، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الخميس ثامن عشر الشهر زُفّ القاضي تاج الدين الشافعي زفّة الغُمرة من بنت عمته أم كلثوم ابنة قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة، زوَّجه ابن عمّها أمين الدين بن ظهيرة بباب السدة - أحد أبواب المسجد الحرام - وأسرج له المفرعات وشمع المسجد الحرام وغيره، ومشى أمامه أقاربه ومن يلوذ به وبعض النسوة من الأتباع.

وفي هذه الليلة انتقل القاضي شرف الدين ابن قاضي القضاة الجلالي المالكي بزوجته إلى منزل والده وعمل للنساء حلوى، على العادة.

وفي صبح يوم الجمعة ثاني تاريخه نُصّتْ أخت قاضي القضاة الحنبلي على زوجها نَصّة الغُمرة وحضرها زوجُها وأخوه (١) وأقاربهم وألْصقوا جميعهم نحو خمسين أشرفيا، من ذلك قاضي القضاة الشافعي عشرة والقاضي الفائز والقاضي أبو البقاء كل واحد منهما خمسة أشرفية والقاضي جلال الدين أربعة.

وفي يوم تاريخه وصل إلى مكة أروام من جدة، وفيها أخبار أنّ زعيمة (٢) دخلتْ إلى جدة وفيها مغاربة وأروام، وأخبروا أنه وقع بالشام طاعون، ومات فيه جماعة منهم عظيم الدولة الشيخ القدوة إمام المنطوق والمفهوم مفتي دار العدل في بلاد الروم، نور الدين حليمي جلبي وأخوه العلّامة الرئيس، الأوحد النفيس، حسين جلبي إمام المقام الشريف الخندكاري المقرّي سليم شاه ابن عثمان والأميري الجليلي المقرّي المؤتمني الدفتردار محمد الحقير أحد أركان الدولة العثمانية المظفرية، وأشيع أنّ


(١) بالأصل: وحضرها أخوه وزوجّها وأخوه.
(٢) الزعيمة: نوع من السفن.