للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأولين (١) ماتا شهداء بالطاعون، والثالث مسجونا لشكوى الناس منه لظلمه لهم، ويقال: الجميع قُتِلوا لشكوى الناس منهم، والله أعلم بحقيقة الحال.

وذكروا أنّ السلطان المظفر سليم خان ابن عثمان تجهّز في شهر صفر لقتال الخارجي شاه إسماعيل الصوفي (٢). وتوجّه له إلى بلاد العجم، فالله تعالى ينصره عليه وعلى الكفرة المشركين وينصر جيش المسلمين، بجاه سيد الأولين والآخرين، رسول رب العالمين.

وفي يوم الأحد حادي عشريْ الشهر جاء إلى مكة نعي الخواجا زين الدين عبد الرحمن ابن الخواجا نور الدين علي بن عبد الرحمن بن حسن بن علي النظاري (٣)، نسبة إلى قرية من أعمال السكندرية، من ناحية اليمن، فبكت (٤) عليه أخته وعزى الناس عمّه، رحمه الله تعالى وعوّضه في شبابه الجنّة.

وفي ليلة الإثنين ثاني عشري الشهر عمل القاضي تاج الدين ابن قاضي القضاة الشافعي الجمالي أبي السعود بن ظهيرة شراعا وسط رحْبَتِهم التي بالسويقة حضره القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والتجار وغيرهم من العوام، فأوقَدَ فيه ثريات كثيرة نحو مائتي فتيلة، فلعب أهل مكة السوقة بالرباب والطيران ورقصوا، ثم دار السراجي عمر بن أحمد بن سليمان النجّار - أحد أخصّاء والد الزوج - ومعه منديل على الحاضرين من القضاة والفقهاء والتجار وألصقوا له دراهم (٥) مجموعها نحو مائة


(١) بالأصل: الأولان.
(٢) الشاه إسماعيل الصفوي: من كبار ملوك الشيّعة في فارس في القرن العاشر الهجري، يسمّيه كثير من المؤرخين السنة "الصوفي" ومنهم مؤرخنا جار الله بن فهد. تولى الشاه إسماعيل الحكم سنة ٩٠٧ هـ / ١٥٠٢ م وحارب العثمانيين حروبا كثيرة لم يصل منها إلى غايته من فرض المذهب الشيّعي في بلاد المشرق والحجاز. توفي الشاه إسماعيل سنة ٩٣٠ هـ / ١٥٢٤ م.
(٣) بالأصل: الناضري. والإصلاح من البرق اليماني لقطب الدين النهروالي وفيه ذكرتْ أخباره ووفاته، انظر ص ١٢٩، ١٧٩ منه.
(٤) بالأصل: فبكى.
(٥) بالأصل: دراهما.