للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في ظهر يوم الإثنين رابع الشهر وصل جماعة من الشاميين وأخبروا بمفارقتهم من خليص.

ثم في ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه تتابع الحاج الشامي بدخول مكة ووصل مكة وهو رومي اسمه محمد بك ابن مصطفى باشا الرومي أمير الحاج المصري كان في عام اثنين وثلاثين، فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر فيات به إلى الصباح. فخرج لملاقاته السيد أحمد ابن صاحب مكة السيد أبي نمي بعسكره فخلع عليه خلعة أبيه وعرض له إلى وطاقه بالأبطح مع أمير الحاج المصري. وعاد كل منهما إلى منزله.

ووصل صحبة الشامي قاضي مكة الجديد وهو شيخ واسمه مصدر مصلح الدين مصطفى بن إدريس الرومي الحلبي قاضي حلب كان. ونزل في المدرسة الجمالية بجوار باب حزورة عند صهره مولانا أبي (١) القاسم بن الغباري الرومي الحنفي وهرع الفقهاء للسلام عليه ما عدا القضاة المفصولين فإنهم لما احتاجوا إليه ترددوا عليه. ولم يقم لأحد من أولاد العرب إلّا قليلًا، واهتم في يومه بتفرقة المبرّة الرومية بعد صلاة الظهر يوم وصوله لمكة علو الدكّة التي هي في ركن المسجد الحرام عند باب حزورة. وحضر عنده أمين الرومية وكاتبها والشيخ العدل الولوي أبو زرعة المنوفي والشيخ محيي الدين عبد القادر بن علي المزين أحد العارفين باللسان الرومي، وصار كل منهم يعرّف بالمستحقين فبدؤوا بصرف صرّ أولاد العرب واستمروا بقية النهار إلى آخره ثم انصرفوا. ووعدوا العجم في الليل فتوجّهوا للأمين في منزله بالمدرسة الكلبرجية عند باب الصفا فصرف لهم [المبرة] (٢) الرومية من بعد صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم تفرقوا من عنده.

وفي صباح ثاني تاريخه سابع ذي الحجة استمرت تفرقة الرومية لبقية أهل مكة


(١) بالأصل: أبو.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل، والإكمال مقترح.