للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على قاعدة العراقي في التعدي وأعاد بعض الفضلاء الجمعة يوم التروية ظهرًا. والمستعان بالله.

وتأخر الحاج عن التوجّه إلى عرفة في صبح تاريخه لأجل صلاة الجمعة ونداء أمير الحاج لهم بذلك ووافق السنة فيها وإن كان حصل الضرر في زحام الناس في ذلك الوقت فلطف الله بهم وفرّج عنهم. ولله الحمد والمنة.

وفي يوم الخميس سابع الشهر طلب القاضي مصطفى الرومي قراءة مراسيمه للإعلام بولايته في الحطيم وطلب الشريف أحمد ابن صاحب مكة السيد أبي نمي الحسني فحضر بنفسه جماعة مع من أقاربه فقرب مرسوم القاضي وقرأه الشيخ أبو زرعة المنوفي على منبر خشب وأمير الحاج المصري ونائب جدة.

فسمعت في المرسوم تعظيمًا زائدًا للقاضي وأنه من أهل العلم والصلاح فقد اخترناه لبلد الله ورتّبنا له في كل عام ألفًا (١) وخمسمائة أشر في ذهبًا يأخذها من جدة، وستين (٢) إردبا من الحب الواصل من القاهرة. وأنه يكون مقدَّمًا على كل شريف وقاض وعالم، وأن يولّي من شاء من القضاة الأربعة، ولا يفعلون شيئا إلّا بأمره ولا يخالفونه في مرامه.

ثم بعد قراءة مرسومه لبس خلعة قفطان وطاف به أسبوعًا وأذن المغرب في طوافه، ولم يحضره أحد من الفقهاء إلّا القليل، وليس عنده التفات لمن حضر أو غاب عنه. وبعد صلاة المغرب توجّه إلى منزله، فالله تعالى يلطف بنا وبه.

وكانت الوقفة المباركة يوم السبت والحج هنيئًا والأسعار رخية في جميع المأكولات مع كثرة الماء في البرك. وبيعت الكباش الشرقية رخيصة وكذلك السمن المن بثلاثين كبير وحصل الأمن ووقف بالناس بإذن القاضي الجديد الرومي قاضي


(١) بالأصل: ألف.
(٢) بالأصل: وستون.