للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسعمائة (٩٢٣ هـ / ١٥١٦ م) وصل نقصها إلى ثلثها أو نصفها، بل في العام الماضي صُرفت على أربعة أخماس نصفها لأجل أفراد وقف البرج والغازية في الشام عن إيصالها القاهرة وتحمل إلى مكة. ومهما زاد بالقاهرة جعل زوائد على الصرر ويقسم على غير أهله وهو في الحقيقة نواقص على المقررين فيها.

فكتبتُ في العام الماضي لجماعة من أصحابنا العلماء والفضلاء النبهاء بشكوى أهل الحرمين لفعل ذلك وبضررهم به وبالذهب، فأرسل لي أحد من أرسلت له من الأعيان، وهو عين الشافعية الآن، العلامة الإمام، القدوة الهمام، مفتى المسلمين أبو العباس أحمد بن شهاب الدين السنباطي (١) متّع الله بحياته وأدام النفع به. وصورة كتابه:

"ومما نخبركم به أنه قد وصل إلينا مشرفكم في العام الماضي مع الحاج وذكرتم فيه ما حصل من المشقة في صرّ الحرمين من أمر الذهب ونقصه وما حصل من الضرر في أمر الزوائد وغير ذلك فاجتمعتُ بقاضي مصر الأفندي وذكرتُ له ذلك وما يحصل من جماعته تأخير الصرف أو نقصهم أو قطعهم أو غير ذلك وهو رجل يحب الخير ونعم الرجل. وكررت معه القول في ذلك مرارا فنحمد الله تعالى حصل له من الهمة والنخوة في تحرير ذلك والنظر في حال أهل الحرمين بنفسه وبيمينه. حتى آل الأمر في هذا العام بحمد الله تعالى إلى أنه يُصرف الصر كاملًا لكل مستحق، وصرف غالب ذلك فضة بعد أن استشارني في أنه هل يكمل للمستحقين صرهم أم يكتب (٢) الجماعات أخر من المنقطعين بمكة؟ فأجبت بالجمع بين المصلحتين، فنحمد الله تعالى كتب في الرسائل الصرف للمستحقين كاملًا وتقرير جماعات والزيادة لآخرين. ثم إني ذكرتُ له حالكم وعيالكم وما يحصل من النفع


(١) توفي سنة ٩٥٠/ ١٥٤٣ م. ترجمه الغزي في الكواكب السائرة ٢: ١١١ - ١١٢.
(٢) بالأصل: كذب، والإصلاح مقترح.