للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكم وأنكم تستحقون أن يُزاد لكم وما زلتُ به حتى كتب لكم الصرف ولبيتكم كاملًا ثم الزيادة لكم من وقف الشافعي مائة، نصف في كل عام. وكتبنا بذلك قصة وأخذنا خطه عليها، وجعلت تحت يد المباشرين حجة لمن يأتي بعده فيكون ذلك على علمكم". انتهى بحروفه.

فشكر الله سعي فاعل ذلك والساعي فيه وجزاهما أفضل الجزاء فإنهما سعيا في خير كبير لأهل الحرمين الشريفين المنقطعين في المحلين المنيفين وكتب ذلك في صحائفهما وله أجر هذه السنة الحسنة ومن عمل بها إلى يوم القيامة كما ورد في الحديث الشريف. وقد وصلتُ وجميع المستحقين لما هو مرتب لنا بالكامل، وكذا ما قرّر لي جديدا. فالله تعالى يجعل للساعي في ذلك خيرا مزيدًا. ثم بعد الفراغ من قسمة الأوقاف قبض مال البرج والغازية من حامل أوقاف الشام وكمل به لبقية المقررين من الزوائد.

وأحدث القاضي الجديد الرومي عدة أسماء فيها لنفسه وجماعته من الطاشماه (١) الأروام لكل واحد نحو مائة وستين وخمسين وغير ذلك. [وهذا من مزاحمة الأروام في رزق أهل مكة] (٢).

وفي يوم الإثنين ثامن عشر الشهر سافر الحاج كتب الله سلامته.

واتفق في ليلة الجمعة خامس عشر الشهر بعد العشاء بساعة كسف القمر (٣) كسوفًا كاملًا.

وكانت إقامة الحاج بمكة نحو عشرين يومًا. وسافر مع الركب المصري وزير الهند آصف خان - واسمه عبد العزيز - وصحبته جماعة من أصحابه وأتباعه منهم


(١) الطاشماه: الجماعة من الجند الأتراك.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) استعمل المؤلف الفعل (كسف) للقمر، وهو ليس بخطإ، ولكن أجود الكلام أن يقال: (كسفت الشمس وخسف القمر). الجوهري: الصحاح، مادة (خ س ف).