للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنه طائعه فرد عليه تعلّقه وغنم الباقي ودخل به مكة وباعه بها. كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

واتفق في أول الشهر وصول الخواجا محمد على القيلاني من الديو ونزل من المراكب الهندية على البر من جهة درب اليمن وفرح التجار بوصوله بغتة، وأخبر بوصول خمسة مراكب من الديو وأقام بمكة أيامًا ثم توجّه لجدة. ودخل مركبُه وغيره من المراكب الهندية من جهات متفرقة.

وفي ليلة السبت سادس الشهر سافر الجدة قاضي مكة مصطفى الرومي وباشر المعشر في الفرضة السلطانية، وأنكر الناس عليه هذه القضية لكونه قاضي الشرع ولم يتوقف عن حضور المكس، وذلك لعدم نائب الجدة فيها. ثم إنه فوّض الأمر إلى اليازجي الرومي - أحد الكتاب بجدة - وعاد لمكة بعد نصف شهر وأكثر.

وكان القاضي الرومي الأفندي شرع أول شهر تاريخه في عمارة تربة له بالمعلاة بجانب قبة خوند أم الناصر ولد الأشرف قايتباي في مارة الطريق جوار مسجده وعمل فيه سبيلًا وفتح دبلًا (١) في عين مكة وسافر لجدة ولم يكمل، وجعل عليها قيّمًا أحمد بن … (٢) الترجمان عنده فباشر في غيبته إلى حين وصوله من جدة.

وفي يوم السبت المذكور اتفق في بيت الخواجا روح الدين العجمي اللاري بالسويقة أنّ بعض العمال المشهورين نزل في صهريجه لكَنْسِه فمات بوصوله إليه، ويقال ذلك من الجان، فنزل له عبد صاحب البيت فمات أيضًا ثم مات ثالث (٣) يجعل عشرة .... (٤) كبار له فمات أيضًا، فاضطرب الناس لذلك. [وظهر أنه من


(١) الدبل: الجدول.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) بالأصل: ثالثا.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.