للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرها. فعُملتْ الحلوى بمكة وجهّزت مع الأغنام والسمن والعسل والفاكهة - يقال على ثلاثين جملًا - في يوم السبت سادس عشر الشهر.

واتفق أنّ السيد أحمد بن أبي نمي واجه الباشا وطلع له إلى مركبه مع السيد عرار بن عجل والجمال محمد المريسي وبعض أكابر القواد نحو العشرة وجلس بقية جماعته في مرسى أبي صريف من جهة الشام. فأكرمه الباشا بالقيام له عند قدومه وذهابه وغيرها، وسأله عن أبيه وطلب الدعاء منه وأخبر أنه لم يقتل الحمزاوي إلّا بأمر خنكاري. ثم خلع على السيد أحمد والسيد عرار بن عجل والجمال المريسي ونزلوا من عنده وهم مسرورون منجبرون.

ولم ينزل الباشا من مركبه حفظًا لعسكره ولم يُحدثْ شيئًا من الأمور، فحصل للناس بذلك السرور، ولكنه أمر بطلب الماء والحطب، فحصل له من جماعة الشريف ما أحب، ونُجلتْ له الصهاريج التي هي داخل جدة وخارجها. واجتمع به الخواجا الحيجري (١) صهر قبطان الفرنج وسأله عن حالهم وتخت ملكهم فقال له: بلاد قوة - بضم القاف - وسأله عن مصاهرته له. وأشاع الناس قتله له ومسْك بعض التجار، فلم يصح شيء (٢) من ذلك بل أطلقه.

وتيسر الطيب فأمر الباشا بسفر المراكب جميعها وهي نحو التسعين - بتقديم المثناة - ويقال زيادة على المائة وفيها من العسكر ما لا (٣) يعلمه إلا الله. وذلك في ضحى يوم الإثنين ثامن عشر الشهر. وكانت إقامته في بندر جدة خمسة أيام، ولم تصل للباشا هدية الشريف من الأطعمة وغيرها. ويقال إنه رسم له بستمائة ألف أشرفي ذهبًا عن أربعة وعشرين ألفًا معاملةَ تاريخِهِ، ولم أتحقق ذلك. وعُدّ


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: شيئًا.
(٣) كلمة سقطت من الأصل.