للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقام الحنفية ويجلس على الكرسي كل يوم بعد صلاة الصبح ساعة وبعض عسكره واقفون أمامه. ولم يتفق ذلك لمن كان قبله من السلاطين وغيره من الجبابرة المتكبرين.

وصار يظهر إبطال المظالم وإخفاء (١) الصدقات لأهل الربط الفقراء وبعض ذوي البيوت، فكتب له قوائم بمستحقيها الشيخ أبو زرعة المنوفي على جاري عادته. ففرق على أهل الأربطة لكل نفر ثلاثة عشر كبيرًا، واستوعب أهلها. ثم قسم عليهم لحمًا لكل رباط خمسة كباش، وأعطى بعض ذوي البيوت من الفقهاء وأتباعهم والفقراء من الغرباء وغيرهم لكل نفر ثلاثة عشر كبيرًا. فوقع لصدقته الموقع لحاجة الناس إليها وقت تفرقتها. جزاه الله خيرًا وألهمه العدل في الرعية.

ثم عمل ديوانًا ثانيًا في صبح يوم الثلاثاء خامس عشريْ الشهر.

وفي ليلتها أحرمت ثياب الكعبة فيها خلافًا لعادتها نهارًا، وذلك بأمر شيخ السدنة الحجبة وجماعته بني شيبة خوفًا على ثيابها وكسوتها وتعرّضِ عسكر الباشا وحسم المادة اجتماع العامة من الرجال والنساء بحضرته، وشكرَهم العقّال في فعل ذلك وأنكره العامة لعدم الفهم له.

واتفق في يوم تاريخه بدعة منكرة (٢) أشد من إحرام الكعبة وهو عمل ديوان الباشا في المسجد الحرام وادّعِيَ فيه على جماعة بعدة دعاوى، منها على الشيخ مصطفى الرومي الشهير بالمنتشوي أحد المقربين لقاضي البلد الرومي بعد النداء بالتفتيش عليه وعلى صديقه القاضي فرفع الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي قصة بأنه تقرر في خلوة برباط الأشرف قايتباي من صاحب السنجق الزيني الشريف أبي نمي الحسني وأنه منعه منها وأعطاها لفقيه أولاده شخص يماني لتقرير


(١) كذا بالأصل، ولعل صوابها: إعطاء.
(٢) بالأصل: منكر.