للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشائخ وطلب منه ما قبضه فقال له إنه فرّق غالبه وهو في عُهدته بعد الكشف عن حالهم، فأخر تكملة الصرف لأهل الأربطة وقدم أهل المدينة الشريفة فقبض الموجود منهم غالب صررهم يوم السابع والثامن من ذي الحجة.

وخطب الخطيب المغربي خطبة السابع بعد صلاة الظهر - على العادة - وهو محرم وتبرّك الحاج به.

واتفق - من لطف الله تعالى وقدرته - أنّ الباشا سليمان في العشاء من ليلة الأحد الثامن من ذي الحجة وهي ليلة التروية إلى عرفة دخل إلى بئر زمزم واغتسل بها وأحرم بالحج من وسط الحجر الشريف فوصل حينئذ لمكة أميرها زعيم الحجاز المنيف السيد الشريف أبو نمي محمد بن بركات، الحسني المسعود الحركات، من جهة اليمن، وكان الباشا حريصًا على الاجتماع به والناس مضطربون في أمره لوصوله وعدمه. فدخل المسجد الحرام فوجد الباشا يصلّي للإحرام، تحت ميزاب سُحُب الإنعام، فاجتمع به هنالك، وحصل الأمان لكل قاطن وسالك. فأقبل الباشا عليه، وأظهر الفرح والسرور لديه، وقال له: أنت والدي وولدك السيد أحمد ولدي، وسلم الباشا على شَعْفَته (١). ثم إن الشريف من سعده أمره الباشا بإتمام طوافه وسعيه. وتوجّه الباشا لمنزله. وطلع الحاج لعرفة وهم آمنون، وبوصول الشريف مطمئنون، ودخل إلى عرفة ضحوة النهار، بموكب رآه الخلق جهارًا (٢).

ووقف الباشا مع أمير الحاج وإمام الموقف القاضي مصطفى الرومي ونائبه أبي القاسم المالكي وكل ناسك محتاج، والمحامل مجتمعة، وصاحب مكة وعسكره معه.

وكانت الوقفة المباركة بيوم الإثنين والحج هنيئا والأسعار متوسطة في جميع الأقوات بحيث بيعت الكباش كل واحد بأشرفيين وزيادة ودونهما والمن السمن


(١) الشعفة: أعلى الرأس، ٧٦٥: ١ .... Dozy: Supplements .
(٢) بالأصل: جهار.