للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بتسعين كبير، والبطيخ الأخضر كثير، واللبن قليل (١) والمياه متدفقة في جميع البرك، مع حدوث عدة بساتين يملكها الأقوياء كالأمير يحيى الحمزاوي وشيخ الحرم - كان - صندل السليمي والزيني مصطفى المنتشوي الرومي ومشد العين وغيرهم. فحصل الضرر لسد طرقاتها وصار ألم تملكها عليهم لكونها مناخ الحاج. وهم أول من أحدث البساتين فيها وتملك عينها ما عدا بساتين ابن عامر التي ذكرها الفقهاء في مناسكهم. ولم يكن في محطة الحاج ومنازلهم. فلا حول ولا قوة إلا بالله والمستعان عليهم بالله.

وهذه البدعة كمثل أرض منى وكثرة ما حدث من البناء فيها للدور والخانات والبساتين والأحوشات (٢) مع ضيقها ومشاهدة الآية في اتساعها.

وقد نزل الباشا وأمير الحاج المصري قبالة بيت الشريف أمير مكة بالقرب من وادي محسر وجبل ثبير فحصل بذلك السعة لكل كبير وصغير.

وفي أول ليلتها دخل صاحب مكة والباشا إليها وكُسيت الكعبة فيه، على عادتها. ثم إن السيد أبا نمي الحسني تكرر اجتماعه بالباشا في محطته وأكرمه بجلوسه على كرسي بحذائه، وأعطاه مراسيم من الأبواب الخنكارية فيها إكرام الشريف أبي نمي وتعظيمه. ويقال في مراسيم الباشا العتب عليه في قتال المسلمين من أهل اليمن والهند وتركه للفرنج المخذولين فسكن أمره في تجبره وخف في نهيه وأمره. ولذلك صرف في ثاني يوم بوادي منى لسكان الأربطة تعلق المبرة الرومية وأعطى ذلك لمشائخهم من غير تفتيش عليهم. وكفى الله شر العوانية والمؤذين الجيران بلد الله الأمين، بل أعيدت الخلاوي التي رسم الباشا بإخراجها في رباط الأشرف قايتباي لأصحابها بعد سفره. وعُدّ ذلك من عدم نفاذ أمره.


(١) بالأصل: كثيرا واللبن قليلًا.
(٢) يقصد بها جمع الحوش.