للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حميدي جلبي الرومي وسكن في بيت القائد جوهر المغربي وزير صاحب مكة الشريف أبي نمي الحسني - كان - بأسفل مكة قصد مواجهة الشريف المشار إليه لأجل أخلافه مع أمين التركة الواصل من البحر جديدًا واسمه .... (١) ويقال إنه أخذ التكلم على التِّرك بالحرمين الشريفين مدة سنة كاملة بنحو ستين ألف أشرفي.

وكان تحصل أول ليلة عند سفر الهنود من ثلاثة أنفس تجار نحو ذلك من متولي التِّرك قبله أكثر منها ودفعها للباشا سليمان الخصي بعد عوده من جهة الهند. ويقال إن الشريف طالبه بالثلث مما أوصى به السنجقدار المتوفى عام تاريخه لأهل الحرمين، على عادته وأسلافه من قبله.

وانقطع نائب جدة بمنزله حتى وصل الشريف أبو نمي في ضحى يوم الثلاثاء ثامن عشر الشهر بعده بثلاثة أيام من فريقه جهة اليمن. وذهب الأعيان للسلام عليه، وأرسل له قاضي العسكر الرميلي -كان- محيي الدين جلبي الشهير بابن الغباري الحنفي -عامله الله بلطفه- بالسلام مع مملوك رومي مراهق أهداه له وكتب له ورقة بنصيحته ووصيته برعيته. فيقال إنه أراها للحاضرين عنده فبعضهم نفّرَه من مرسلها وبعضهم أمره بطاعته وإكرامه بعدها. فقبل إكرامه وأرسل له بجوابها مع كاتب أبيه كان الجمالي محمد بن مدهش وهو يعرف بلغة الأروام، فواجهه بها بعد عصر يوم الجمعة حادي عشريْ الشهر. فأكرم الرسول بالقيام له وبإعطاء (٢) ورقة الشريف. وهو لم يقم لأحد ممن يتردد إليه.

وبلغني أنّ في الورقة قبول نصيحته وإبطال ما أمر به.

ووصلت يوم تاريخه قافلة من المدينة الشريفة فيها أروام وأخبروا أنّ قاضيها الرومي الجديد توفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر بعد أن وجع بالفالج وبطل بعض


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٢) كذا بالأصل، ولعل صوابها: بإعظام.