مكة الذين بمصر في يوم السبت ثاني تاريخه فيها الإخبار بعدم صحة ما أشيع من ولاية المحيوي بن زبرق لقضاء الحنفية فقط وأمّا وقف قليشان فصحّح لكنه لم يتم له بواسطة أنه توافق مع عمه الجمالي أبي الفوز بحضرة ملك الأمراء نائب الديار المصرية في العام الماضي في قسمة النظر بينهما نصفين، ومَن تكلم منهما في الزيادة على ذلك يكون عليه التزام بمال له صورة، فأظهر عمّه ذلك وساعده بعض الأكابر وغير ذلك أنّ ملك الأمراء أنعم بقراءة ربْعة بالمسجد الحرام وثانية بالمسجد النبوي وقرّر في الأولى المحيوي العراقي بواسطة محبّهِ المقر الشهابي بن الجيعان، ولم يصحّ ذلك، وزيادة خمسمائة دينار في الذخيرة الشريفة وتقرر فيها جماعة من أهل مكة منهم المحيوي العراقي وأصهاره أولاد الشيخ فضل بن عبد القوي ولزوجته وأختها طليقة المقِرّ الشهابي بن الجيعان خمسين دينارا، ولأخويهما أربعين وغير ذلك ممن يلوذ به وغيرهم من الفقهاء.
وفي عصر يوم الإثنين تاسع عشر الشهر ولدتْ ابنة أبي الغيث بن زبرق الشيباني زوجة الشهابي أحمد بن مير علي المعروف بابن بنت قاضي القضاة البصارية (١) صهر الأمير سلمان الرومي ولدا ذكرا سُمّيَ سليمان وعَمل له زلابية وفرّقها على أكابر الناس والفقهاء.
وفي عصر يوم الأربعاء حادي عشريْ الشهر مات الشيخ المعمر المذكور بابنه شرف الدين يحيى بن عكاش العزي الحنفي بعد توعّكه مدة طويلة، فجُهّز في ليلته وصلّي عليه في صباح تاريخه عند باب الكعبة وشيّعه جماعة ودُفن بالمعلاة عند تربة زائد القديمة، رحمه الله تعالى، وله من العمر اثنتان وتسعون سنة، وخلّفَ بنتين لولدِه المتوفى في حياته المدعو سالم وعدة وظائف وصُرَرًا نزل بغالبها