للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بحرا قبل خروج الحاج من القاهرة بيومين، لطلب الخنكار لهم، وهم القاضي كاتب الأسرار الشريفة وأمير الحاج وناظر الخاص كان العلائي ابن الإمام شرف الدين الصغير وبركات كاتب الخزانة، وعُيِّن لكتابة السرّ بالقاهرة عِوَض الأول المقرّ الشهابي ابن الجيعان، وتشوّش منه صاحب الوظيفة فحلف له على المصحف أنّه ليس له دخل في سفره ولا كاتبَ في جهته.

وتولّى إمْرة الركب المصري القاضي زين الدين بركات بن موسى المحتسب بالقاهرة وخرج معه خلق من الحاج فتعِبُوا في الجِمال لضعفها وقلِّتها. وخرج على ساقة الحاج جماعة من العرب قبل وصولهم إلى العقَبة فأخذوا منه نحو مائتي حمل فيها زيت الحرم الشريف الآتي كان صحبة القاضي فضيل بن ظهيرة، فتبِعهم أمير الحاج ومسك منهم ثلاثة أنفُس فقتلهم و لم يُحَصّل الباقين وتهدّد شيخ العائد وكان مسافرا صحْبته، فقال له: لي علم بهم، ورجع من هناك إلى مصر جماعة من الحاج، وغلا كراء الجمال فبلغ كلّ جمل بخمسين دينارا، وحمل مع شخص حلبي صحبة الركب صُرر أهل الحرمين جميعها حتّى الذخيرة الشريفة، وكانت العادة مع أمير الركب.

وفي ليلة الجمعة ثاني تاريخه توفّيتْ جوهرة الحبشية مُسْتوْلدة السيد الشريف بركات أمّ .... (١) له درجوا بالوفاة وهي أوّل سراريه، فجُهّزتْ من ليلتها وصليّ عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودُفِنتْ بالمعلاة عند قبر الشيخ الشولي بجانب تربة الشيخ الجنيد المشرع، وشيّعها خلقٌ من الفقهاء والتجار وغيرهم، وعزّى الناس أخا (٢) سيّدها الشريف سند (٣) بن محمد وابن أخيه الشريف زهير ابن الشريف


(١) كلمة غير مقروءة في الأصل، لعلها "بنين".
(٢) بالأصل: أخي.
(٣) بالأصل: "سندس" ولعله خطأ، فإنّ بعض أشراف هذا العصر يسمّى "سند" منهم سند بن جماز وسند بن رميثة، وقد ذُكرا في كتاب غاية المرام للعز بن فهد، انظر فهارسه.