للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجرود [الذى تسلطن فيما بعد]، فى نيابة غزّة، عوضا عن تمراز الدقماقى، الذى تولّى أمير سلاح فيما بعد.

وفى ذى القعدة، عزّ وجود التبن من مصر جدّا، حتى أبيع كل حمل تبن بمائة وأربعين درهما ولا يوجد. - وفيه وصل الأمير بيبغا المظفرى من القدس، وكان الأمير جانى بك نفاه إلى القدس، ولم يعلم جانى بك، مملوك السلطان، السلطان بذلك؛ فلما حضر أخلع عليه واستقرّ أمير مجلس، عوضا عن جرباش قاشق، وكان بيبغا المظفرى أمير كبير لما نفى، فلما رجع من القدس قرّر أمير مجلس. - وفيه مات المهمندار المسمّى جرر، وكان فى أيام المؤيد شيخ والى القاهرة، وعظم أمره جدّا.

وفى ذى الحجة، كثر القيل والقال بين الناس، بأن المماليك يريدون قتل السلطان تحت الليل، وأرموا عليه ثلاثة أسهم نشاب من الأطباق، فسلّمه الله تعالى من ذلك، وأخذ حذره منهم؛ ثم بعد أيام قبض على جماعة منهم، ونفاهم إلى قوص، وقبض السلطان على الأمير أزبك الدوادار، ونفاه إلى القدس؛ وقرّر عوضه فى الدوادارية الكبرى الأمير أركماس الظاهرى، وكان أركماس الظاهرى رأس نوبة كبير، وكانت هذه الوظيفة قديما من أجلّ الوظائف، أكبر من الدوادارية، فانعكس الأمر يومئذ، فصارت الدوادارية أكبر من رأس نوبة كبير؛ ثم إن السلطان أخلع على تمراز، الذى كان نائب غزّة، واستقرّ رأس نوبة كبير، عوضا عن أركماس الظاهرى؛ وأنعم على يشبك المشدّ بتقدمة ألف.

وفيه قرّر الطواشى جوهر القنقباى، فى الخازندارية الكبرى، عوضا عن آقبغا، وقد رقى (١) جوهر المذكور فى أيام الأشرف برسباى، حتى صار مدبّر المملكة بالديار المصرية. - وفيه توفّى شرف البيرى (٢)، الكاتب المجيد، وكان يكتب على طريقة ابن البواب وياقوت، وفاق من قبله، وكان أكثر إقامته بماردين، وحصن كيفا، وحلب.


(١) رقى: رقا.
(٢) البيرى: كذا فى الأصل، وكذلك فى لندن ٧٣٢٣ ص ١٧٠ ب، وأيضا فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٣٠ آ. وفى طهران ص ١٦٨ آ: النيسرى.