للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد أن توقّف قاضى القضاة السبكى فى قتله، وكان له غرض تام فى قتله حتى قتل، وكانت قتلته بالسجن بثغر الإسكندرية، ولم يثبت عليه كفر، ولكن تعصّبوا عليه. - وفيه قرّر فى نقابة الجيش محمد بن أبى الفرج، عوضا عن محمد بن أمير طبر.

وفيه جاءت الأخبار، بالقبض على تغرى برمش نائب حلب، الذى كان خرج عن الطاعة، قبض عليه بعض التركمان وهو مهزوم نحو الجبل الأقرع، فقبض عليه وعلى حاشيته، وبعثوا به إلى حلب وهو مقيّد، فسجن بقلعة حلب، وكاتبوا السلطان بذلك، فدقّت البشائر بمصر، وعدّ ذلك من جملة سعد السلطان، وقد استقامت أموره من كل جهة؛ ثم أمر السلطان بكتب مراسيم بقتل تغرى برمش، وإحضار رأسه.

وفى ذى الحجة، قبض السلطان على عظيم الدولة ومدبّر المملكة الزينى عبد الباسط ناظر الجيش، فلما قبضوا عليه، قبضوا على ولده أيضا، أبى بكر، وجميع حاشيته وعياله، حتى أصحابه، واحتاطوا على جميع موجوده، فاضطربت القاهرة لذلك وماجت بأهلها. - ثم إن السلطان أخلع على محبّ الدين بن الأشقر، وقرّر فى نظر الجيش، عوضا عن القاضى عبد الباسط [وبئس البديل]؛ وقرّر فى نظر الأستادارية [الناصرى] (١) محمد ابن أبى الفرج، الذى ولى نقابة الجيش، عوضا عن جانى بك مملوك القاضى عبد الباسط، وقد قبض على جانى بك المذكور أيضا، وعلى أرغون دواداره، وعلى شرف الدين البرهان مباشره، وقبض على زوجته شكرباى، وعلى جميع غلمانه، وكانت هذه أول نكبات (٢) القاضى عبد الباسط، وأول كايناته.

وفيه (٣) وصلت رأس تغرى برمش نائب حلب كان، فطيف بها فى القاهرة، وعلّقت على باب زويلة أياما؛ وكان تغرى برمش هذا أصله من التركمان، من أهل بهسنا، واسمه حسين، ولم يمسّه رقّ قطّ، قدم إلى القاهرة وهو صغير، وكان حسن الشكل،.


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢١٠ ب.
(٢) نكبات: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٥٧ آ: نكايات.
(٣) وفيه: فى طهران ص ٢١٠ ب: وفى أواخر هذا الشهر.