للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كاتب السرّ] (١) يتلطّف بالسلطان، حتى جعلت ثلاثمائة ألف دينار، عليه وعلى حاشيته، والسلطان يتمنّع من ذلك.

وفيه أخلع السلطان على القاضى ولىّ الدين السفطى، وقرّر فى نظر الكسوة، عوضا عن القاضى عبد الباسط؛ وقرّر القاضى فتح الدين المحرقى فى نظر الجوالى، عوضا عن عبد الباسط أيضا. - وفيه قدم مبشّر الحاج، وأخبر أن الحاج لما وصل إلى الينبع سمع بالقبض على القاضى عبد الباسط، ولم يكن أحد توجّه بهذا الخبر من مصر، فعدّ ذلك من النوادر.

وفيه قدم يشبك المشدّ من التجريدة التى توجّهت نحو بلاد الصعيد، فلما حضر أخلع السلطان عليه، وقرّره فى الأتابكية، عوضا عن آقبغا التمرازى. - وفيه قرّر القاضى علاء الدين بن أقبرس فى نظر الأوقاف، عوضا عن القاضى عبد الباسط. - وفيه عزّر حسن الأسيوطى بالضرب، وهو عريان، بين يدى القاضى الحنفى، وقد أشيع أنه وقع فى كفر، وأرجف بسفك دمه.

وفى صفر، قدم قانى باى الفهلوان، أتابك العساكر بدمشق، فلما حضر أخلع السلطان عليه وقرّره فى نيابة صفد، عوضا عن أينال الأجرود، وطلب أينال الأجرود إلى القاهرة، وقرّر فى تقدمة ألف بمصر. - وفيه قرّر فى الأتابكية بدمشق أينال الششمانى، عوضا عن قانى باى الفهلوان (٢). - وفيه حضر العسكر الذى توجّه إلى الشام وحلب، بسبب عصيان النوّاب، وكان باش العسكر قراخجا الحسنى أمير آخور كبير.

وفيه تغيّر خاطر السلطان على القاضى عبد الباسط، ونقله من المكان الذى كان به بالحوش إلى برج من أبراج القلعة، فلما استقرّ به، دخل عليه الوالى، وقال له:

«إن السلطان رسم بنزع ثيابك»، فعرّاه ثياب بدنه، حتى أخذ عمامته من على رأسه، وتركه وهو عريان، ودخل بأثوابه بين يدى السلطان، وكان قد وشى به


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص.
(٢) الفهلوان: البهلوان. والفهلوان مذكورة هنا أعلاه فى سطر ١٣.