للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند السلطان أن معه شئ من السحر، فلما فتّشوا عمامته وجدوا فيها قطعة من أديم، ووجدوا أوراقا فيها أدعية جليلة، وخواتم فضّة لا غير، فبعث السلطان يسأله عن تلك القطعة الأديم ما هى؟ فقال: «هذه من نعل النبى »، فباسها السلطان ووضعها على عينيه، وأعاد إليه ثيابه، ونقله إلى المكان الذى كان به أولا. -[وفيه، فى سادس مسرى، كان وفاء النيل، ونزل الأتابكى يشبك المشدّ وفتح السدّ على العادة] (١).

وفيه بعث السلطان الأمير أسنبغا الطيارى إلى ثغر الإسكندرية، فأخرج من السجن جماعة من الأمراء الأشرفية، وأحضرهم صحبته وهم فى القيود، وكانوا نحوا من أربعة عشر أميرا، فلما حضروا بين يدى السلطان وبّخهم بالكلام، وأمر بنفى أربعة منهم بالسجن الذى بقلعة صفد، وهم: أينال الأبوبكرى، وعلى باى الدوادار، وتانى بك القيسى، وأزبك خجا، فخرج سمام الحسنى (٢) متسفّرا عليهم؛ وأمر بنفى سبعة منهم إلى قلعة الصبيبة، وهم: حزمان، وجرباش، وقانى باى اليوسفى، وجانم، وبيبرس، وجكم خال العزيز، ويشبك الدوادار، وكان المتسفّر عليهم أينال أخو قشتمر؛ وأمر بنفى ثلاثة منهم إلى سجن المرقب، وهم: يشبك الفقيه، وجانى بك قلقسيز، وبيرم خجا أمير مشوى، فخرجوا هؤلاء كلّهم فى يوم واحد وهم فى قيود؛ وكان الظاهر جقمق معذورا فيهم، فإنهم أرادوا قتله فى دولة الملك العزيز عدّة مرار وهو بالقصر، والله تعالى يحميه منهم. - وفيه قدم طوخ مازى نائب غزّة، فأخلع عليه، وقرّره فى نيابة غزّة على عادته.

وفى ربيع الأول، أمر السلطان بإخراج الملك العزيز إلى السجن بثغر الإسكندرية، فنزل من القلعة ليلا وهو راكب على فرس من غير قيد، وقد رفق به السلطان ولم يجازيه (٣) بما فعل، وكان قصده له الخير، وأن لا يسجنه ويجعله ساكنا


(١) ما بين القوسين نقلا عن طهران ص ٢١١ ب.
(٢) الحسنى: فى باريس ١٨٢٢ ص ٣٥٧ ب: الحسينى.
(٣) يجازيه: كذا فى الأصل.