كريما محمود السيرة، ومولده على رأس قرن الثمانمائة. - وفيه أعيد زين الدين أبو بكر بن مزهر إلى نظر الجيش، وصرف عنها يحيى بن حجّى. - وفيه جاءت الأخبار بأن تمراز الأشرفى، الذى قرّر فى نيابة صفد، قد فرّ منها ولا يعلم له خبر، وكان تمراز قد أحسّ بالقبض عليه.
وفيه حضر تنم من عبد الرزاق المؤيّدى، وكان منفيّا بدمياط، فحضر ليلى نيابة الشام، عوضا عن جانم. - وفيه عيّن تنم رصاص، وجماعة من الخاصكية صحبته، ليتوجّهوا إلى الشام، ويقبضوا على جانم نائب الشام. - وفيه قدم جانى بك الأبلق من قبرص (١)، وعليه خلعة من جاكم صاحب قبرص (١)، وصحبته تقدمة للسلطان من عند جاكم. - وفيه قرّر فى نيابة صفد، جانى بك الناصرى، حاجب الحجّاب بدمشق، عوضا عن تمراز الأشرفى.
وفى ربيع الأول، قدم أزدمر الإبراهيمى، وقرقماس أحد الخاصكية، وكانا قد توجّها صحبة تنم رصاص المحتسب إلى الشام، بسبب القبض على جانم، فأخبرا بأن جانم نائب الشام، لما أحسّ بالقبض عليه، خرج من دمشق على جرائد الخيل هاربا، ومعه جماعة من مماليكه، فقيل إنه توجّه إلى نحو ديار بكر؛ فلما بلغ السلطان ذلك تشوّش فى الباطن، وشقّ ذلك عليه؛ قيل إن السلطان أرسل إلى نائب قلعة الشام، بأن يقبض على جانم النائب بها، فبينما هو جالس بدار السعادة، فرمى عليه نائب القلعة بالنشاب، فجاءت نشّابة فى المخدّة التى خلفه، فقام جانم وهرب، وخرج من الشام على جرائد الخيل فارّا.
وفيه عمل السلطان المولد النبوى، وكان مولدا حافلا، وهو أول موالده فى السلطنة. - وفيه ركب السلطان، ونزل من القلعة، وتوجّه إلى بيت تنم، وسلّم عليه، ثم عاد إلى القلعة سريعا. - وفيه، بعد أيام، نزل أيضا السلطان وتوجّه إلى الصحراء، وكشف عن تربته التى أنشأها هناك؛ وأخلع على البدرى حسن بن الطولونى، معلّم المعلّمين؛ ثم توجّه من هناك إلى المطعم وجلس به، وألبس الأمراء الصوف؛ ثم دخل من باب النصر، وشقّ من القاهرة فى موكب حافل، وقدّامه الأمراء،