قدم السرور بمقدم السلطان … من حجّه المقبول بالرضوان
سلطاننا الملك الهمام الأشرف الراقى … سماء الحسن والإحسان
فدعاؤنا ببقائه فى نعمة … وسلامة فرض على الأعيان
ولقد علمنا أن طاعة أمره … أو نهيه دين من الإيمان
لما نوى حجّا ولبّى محرما … عمّ الأمان مراتع الغزلان
والوحش فى أبياتها والدوح فى … أنباتها والطير فى الطيران
فالحزن سهل والمخاوف مأمن … والضنك رحب والتباعد دان
حظيت به أم القرى مذ زارها … واشتاقه مصر أبو البلدان
فكلاهما يدعو بعزّة نصره … وبقائه ملكا لكل زمان
والكعبة افتخرت وودّت أنها … فى خدّ دولته من الخيلان
نصبت ستائرها لرفع مقامه … ثم انثنت مجرورة الأردان
لو أنها عقلت لخرّت حرمة … لله ساجدة على الأذقان
أو أحسنت رقصا لفرحتها به … رقصت له بمعاطف الأركان
ولسلّمت جهرا عليه وأبذلت … سرّ السلام عليه بالإعلان
فاطّوّف الملك الهمام بها إلى … سبع ولولا الحدّ زاد ثمان
وصفا له قلب الصفا والمروة … استرقت به مرقى بنى مروان
وأفاض منذ أفاض من عرفاتها … دمع اشتياق سال كالغدران
وعلى منى بلغ المنى من ربّه … ورمى الجمار بمهجة الشيطان
وقضى مناسك حجّه فاتمّها … مختومة بالحمد والشكران
بأبى حنيفة مقتد فى دينه … فليبتهج بشقائق النعمان
وافا كبدر التمّ بين نجومه … حسن المحجّة واضح البرهان
فاستبشرت مصر وهنّا بعضها … بعضا بعودته إلى الأوطان
فالحمد لله الذى جبر الورى … ورعى القرى بسلامة السلطان
ثم الصلاة على النبى المصطفى … خير الأنام وآله الشجعان