للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما يريد، ثم اجتمع الأمراء عند السلطان فى مجلس ثان وضربوا مشورة فى معنى ذلك، فوقع الاتفاق على أن الأوقاف تبقى على حالها (١) ويؤخذ من ربعها سنة كاملة، ومن أجرة أملاك القاهرة من بيوت وربوع وحوانيت وحمامات وغيطان ومراكب وغير ذلك يؤخذ منهم أجرة عشرة أشهر كاملة، حتى من وقف البيمارستان المنصورى وسائر الأوقاف من عال إلى دون، وكتبت المراسيم بمعنى ذلك إلى ثغر الإسكندرية ودمياط حتى إلى دمشق وأعمالها وسائر البلاد الشاميّة والحلبية، وكان القائم فى هذه المظلمة الأتابكى قيت الرجبى، وصار الأتابكى قيت الرجبى يرسم على أعيان الناس بسبب ذلك بالمدرسة الباسطية حتى يردوا الأموال، لا جزاه الله خيرا، ثم إنّ السلطان نادى فى القاهرة بأن كل من كان ناظرا على وقف وكل من كان له إقطاع من أجناد الحلقة أو غيرها يتوجه إلى بيت الأتابكى قيت الرجبى، وأن أرباب الرزق من النساء والخوندات والستات يتوجهن إلى بيت القاضى ناصر الدين الصفدى وكيل بيت المال، وأن أرباب الأملاك والحوانيت يتوجهون إلى بيت الأمير مصر باى الدوادار، ثم إن السلطان رسم لثمانية من الأمراء المقدمين بأن يتكلم كل واحد منهم على فرع (٢) من أبواب هذه المظالم، فتكلم الأتابكى قيت فى جهات الأوقاف قاطبة وإقطاعات الحلقة، وقد تقدم ذكر ذلك؛ وتكلم مصر باى فى جهات الأملاك قاطبة فكتبت القوائم بأسماء الأقاطيع والرزق من بيت أولاد الجيعان وطلبت أعيان الناس بالرسل الغلاظ الشداد، وطلب مصر باى أرباب الأملاك التى هى من الصليبة إلى مصر العتيقة إلى دير الطين، وتكلم الأمير قرقماس أمير سلاح على جهات البيوت التى هى داخل بابى (٣) زويلة قاطبة، وتكلم الأمير أزبك المكحّل أحد المقدّمين فى جهات البيوت التى هى خارج باب الشعرية من جزيرة النيل إلى المطريّة، وتكلم قانى باى قرا أمير آخور كبير فى جهات المراكب والسواقى قاطبة، وتكلم الأمير


(١) على حالها: حالهم.
(٢) فرع: فرح.
(٣) بابى: كذا فى الأصل.