للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طقطباى أحد المقدمين على جهات الغيطان قاطبة، وتكلم طراباى رأس نوبة النوب على جهات مصادرات التجار ومساتير الناس، وتكلم أنص باى أحد المقدمين هو وأزدمر من على باى على مصادرات طائفة اليهود والنصارى وقد قرر عليهم نحوا من ثلاثين ألف دينار، وتكلم ناصر الدين الصفدى وكيل بيت المال على جهات رزق النساء من الخوندات والأعيان من الستات، ثم قرر السلطان مالا على جماعة من الخدام منهم محسن ومختصّ وغير ذلك من الخدام، وأطلق فى الناس جمر نار المصادرات، وصار كل منهم فى أليم الغمرات.

فلما كان يوم الاثنين رابع المحرّم وثب جماعة من المماليك على السلطان ولبسوا آلة السلاح، وسبب ذلك أن السلطان قد أبطأ عليهم بتفرقة النفقة ثلاثة أشهر فوثبوا عليه وطالبوه بالنفقة، فقال لهم حتى تجبى الأموال فلم يرضوا بذلك، فنادى لهم أن النفقة تكون بعد مجئ الحاج فسكن الحال قليلا، وآل الأمر إلى الحث على أرباب المصادرات فى سرعة استخراج الأموال، وأطلقوا فيهم نيران الأهوال، وعملوا فيهم بالباع والذراع، ولم يجدوا لهم من حميم ولا شفيع يطاع، ثم إن أصحاب الأملاك ضيقوا على السكان وألزموهم بأن يعجلوا لهم من أجرة الدكاكين والبيوت عشرة أشهر معجّلا لأجل هذه الغرامة، فحصل لهم بسبب ذلك الضرر الشامل وتعطلت الأسواق من البيع والشراء، وغلقت غالب دكاكين القاهرة، ووقع الاضطراب للغنى والفقير وصار الناس بين جمرتين، ويطلبون فى اليوم الواحد من أبواب جماعة كثيرة من الحكام مرتين، حتى ضجوا من ذلك، وقلت فى المعنى:

لما جبوا أملاك مصر والقرى … فى عام سبع مضنّى الإهلاك

الله أكبر يا له من حادث … قد ضج منه الأرض والأملاك

فلما كان يوم الجمعة ثامن المحرّم تزايد الأمر وغلقوا بعض الجوامع ومنعوا منها الخطبة فى ذلك اليوم، منها جامع الجنيد الذى هو داخل الدرب التى بالقرب من قناطر السباع وجامع آخر بباب اللوق وغير ذلك عدّة جوامع، فلمّا