وفى يوم الخميس رابع عشره أخلع السلطان على الأمير أزدمر من على باى وقرّره فى الدوادارية الكبرى عوضا عن مصر باى بحكم القبض عليه، وأخلع على الأمير خاير بك أخو قانصوه البرجى وقرّر فى حجوبيّة الحجاب عوضا عن أزدمر بحكم انتقاله إلى الدواداريّة الكبرى. وأخلع على الأمير طقطباى من ولىّ الدين وقرّر فى التقدمة والوزارة والأستاداريّة عوضا عن مصر باى.
وفى أثناء هذا الشهر توفّى الأمير قان بردى الدوادار الثانى أحد المقدّمين، وكان من خواصّ العادل وترشّح أمره بأن يلى وظيفة الأتابكيّة بعد قصروه، وما تمّ ذلك وجرح لمّا وثبوا على العادل فى رمضان واستمرّ من ذلك الجرح عليلا حتى مات. - وفيه تقرّر جان بلاط الموتر فى الحسبة عوضا عن جان بردى الغزالى بحكم انفصاله عنها.
وفى يوم السبت سادس عشر المحرّم أشيعت الأخبار بأن جانى بك الشامى الذى كان من أخصاء العادل وخاير بك كاشف الغربية الشهير باللامى قد تسحّبا من البرج التى بالقلعة وقت الظهر وقتلوا السجّان، وتسحّب معهم عدّة مماليك كانوا بالبرج. فلما تسحّبوا اختفوا بالقاهرة فاضطربت الأحوال وكثر القيل والقال، فلما بلغ السلطان ذلك أحضر المصحف العثمانى وحلّف عليه سائر الأمراء بحضرة الخليفة والقضاة الأربعة فحلفوا بأنّهم لا يخونوه ولا يغدروه ولا يركبوا عليه.
وفى يوم الاثنين ثامن عشر المحرّم الموافق لتاسع مسرى أوفى النيل المبارك، فلمّا أوفى لم يجسر الأتابكى قيت بأن يتوجّه ويفتح السدّ على العادة، فتوجّه لفتحه مغلباى الشريفى الزردكاش. - وكان فى ذلك اليوم تفرقة الجامكية فلم يطلع إلى القلعة أحد من العسكر، ثمّ فى ذلك اليوم لبسوا آلة السلاح وثارت الفتنة مهولة واستمرّ الأمر على ذلك إلى قريب المغرب، وكان القائم فى هذه الفتنة مماليك الظاهر قانصوه ومماليك الأشرف جانبلاط ومماليك العادل طومان باى، فلمّا ركبوا طلعوا إلى الرملة فلم يفد من ركوبهم شيئا ونزل إليهم الأمير طراباى رأس