القاهرة، حتى يطمئن المظفر على نفسه، وأخرجهما من غزّة فى يومهما، وجدّا فى السير.
هذا ما كان من أمر الملك الناصر لما توجّه (١) إليه الأمير بيبرس، والأمير بهادر آص.
وأما ما كان من أمر الملك المظفر بيبرس، بعد توجّه الأمير بيبرس، وبهادر، فإنّه دخل إلى الخزائن وأخذ منها ما قدر عليه من مال وتحف وسلاح، وعيّن معه من مماليكه المشتراوات سبعمائة مملوك، وأخرج لهم الخيول من الاصطبل السلطانى، وعيّن الأمير بكتوت الفتاح، والأمير أيدمر الخطيرى، والأمير قجماس، بأن يتوجّهوا معه.
فلما كان يوم الأربعاء سادس عشر رمضان، نزل الملك المظفر من القلعة بعد العشاء، من باب الدرفيل، وأخذ معه من الاصطبل السلطانى ثلاث طوائل خيل من الخيول الخاص.
فلما بلغ العوام نزوله، اجتمع له السواد الأعظم عند باب القرافة، ورجموه بالحجارة والمقاليع، وسبّوه سبّا قبيحا، فلولا أنّه أشغلهم بشئ من الفضّة نثرها لهم، وإلا كان قتل لا محالة، فإنّه أفحش فى حقّهم، وشوّش على جماعة منهم كما تقدّم؛ فلما خلص منهم، توجّه إلى بركة الحبش، فأقام بها ساعة حتى تكامل عسكره، ثم توجّه إلى نحو أطفيح.
فلما أصبح الصباح، أشيع بين الناس هروب الملك المظفر من القلعة، فلما جرى ذلك دخل الأمير سلار، النائب، وختم على خزائن المال، والحواصل السلطانية، وأطلق من كان مسجونا من الأمراء فى الأبراج بالقلعة.
ثم إنّه أرسل يكاتب الملك الناصر بما وقع من أمر المظفر بيبرس، وأرسل الكتاب على يد آلطنبغا الجمدار.
فلما كان يوم الجمعة، خطب باسم الملك الناصر على منابر القاهرة، قبل دخول الملك الناصر إليها.