للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قدم الأمير قطلوبغا الكوكاى، وصحبته خمسة وعشرون رجلا من أعيان عربان البحيرة، فسجنوا بخزانة شمايل (١). - وفيه أشيع أنّ السلطان الملك المنصور على ابن الأشرف شعبان قد طعن، فأرجف بموته، واضطربت القاهرة بسبب ذلك.

وفيه حضر إلى القاهرة الشيخ الصالح العارف بالله تعالى، سيدى على الروبى، رحمة الله عليه، فلما حضر طلع إلى عند الأتابكى برقوق، وأقام عنده يومين، وبشّره من لفظه، بأنّه بلى السلطنة تاسع عشر شهر (٢) رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة؛ ومما بشّر به الناس أنّ بعد مضى شهر يرتفع الطاعون من الديار المصرية، ويقع بها الرخاء؛ ومما بشّر به أنّ السلطان الملك المنصور على يموت ثالث عشرين شهر صفر، فلم يخطئ فى واحدة مما قالها؛ فأقام الشيخ على الروبى بمصر أياما، ثم عاد إلى بلاده.

وفى شهر صفر، فيه، فى يوم الأحد ثانيه، قدم الأمير أيتمش، بمن معه من العسكر، من تجريده البحيرة، وأشبع أنّ بدر بن سلام فرّ منه إلى جهة برقة؛ وبعث الأمير قرط، كاشف الغربية، صحبة الأمير أيتمش، عربان كثيرة، قد قبض عليهم من عربان بدر بن سلام؛ وأرسل من رءوس العربان، الذين (٣) قتلوا فى المعركة، نحو مائة رأس، فعلّقت على أبواب القاهرة.

ثم إنّ الأمير قرط، الكاشف، شرع فى بناء سور على دمنهور، وأخذ فى أسباب عمارة ما خرب من بلاد البحيرة. - وفيه خلع على ألطنبغا الصلاحى، واستقرّ فى ولاية الأشمونين، عوضا عن محمد بن العادلى.

وفيه وقف الصاحب شمس الدين أبو الفرج المقسى إلى الأتابكى برقوق، واستعفى من الوزارة لضعف حالها، وكان برقوق قد أخرج عن ديوان الوزارة عدّة بلاد، فلما تشكّى الوزير المقسى، قبض عليه الأتابكى برقوق، وعلى علم الدين يحيى ناظر الدولة، وآخرين من مباشرين (٤) الديوان المفرد، وسلّموا لشاد الدواوين، فأقاموا عنده يوما وليلة.


(١) شمايل: شمامل.
(٢) شهر: شهرا.
(٣) الذين: الذى.
(٤) مباشرين الديوان: كذا فى الأصل.