للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنّ برقوق بعث للوزير المقسى خلعة، بأن يستقرّ على عادته فى الوزارة، فامتنع من ذلك، وقال: «لا أستقرّ فى الوزارة حتى يعاد إلى الديوان ما خرج عنه من البلاد»، فلما امتنع المقسى من العود، سعى عليه الصاحب كريم الدين بن مكانس، والتزم بالسداد، من غير أن تعاد البلاد التى خرجت عن جهة الديوان، فاستقرّ فى الوزارة، ونظر الخاص، ونظر ديوان الأتابكى برقوق، عوضا عن شمس الدين المقسى.

وفيه قبض على مقدّم الدولة، سيف، وعوقب، فكتب خطّه بمائتى ألف درهم. - وفيه خلع على أحمد العظمة، نقيب قرا غلام، واستقرّ مقدّم الدولة، عوضا عن المقدّم سيف؛ وخلع على سعد الدين بن الريشة، واستقرّ ناظر الدولة، [عوضا عن علم الدين يحيى] (١)، ناظر الدولة، وعدّة مباشرين من الكتّاب، وسلّموا إلى شاد الدواوين؛ فلما كان الغد بعث الأتابكى برقوق إلى شمس الدين المقسى، الوزير، ليستمرّ على عادته فى الوزارة، فامتنع من الولاية ما لم يعاد إليه ما خرج عن الديوان من البلاد؛ فلما امتنع المقسى من العود إلى الوزارة سعى كريم الدين عبد الكريم بن مكانس، والتزم بالسداد، فخلع عليه، واستقرّ فى الوزارة، ونظر الخاص، ووكالة بيت المال، ونظر ديوان الأتابكى برقوق، عوضا عن المقسى.

وفيه خلع على سعد الدين بن الريشة، واستقرّ ناظر الدولة، عوضا عن علم الدين يحيى؛ [وخلع على أحمد العظمة] (٢)، نقيب قرا (٣) غلام، واستقرّ مقدّم الدولة، عوضا عن المقدّم سيف، وصودر المقدّم سيف، وقرّر عليه مائتى ألف درهم، وعوقب على سرعة ورد المال الذى قرّر عليه.

وفيه خلع على عدّة من المباشرين، واستقرّوا فى وظائف كانت بأيدى أصحاب المقسى، فاستقرّ زين الدين نصر الله بن مكانس، فى نظر الأسواق؛ واستقرّ علم الدين أفسح، فى نظر دار الضيافة؛ واستقرّ تاج الدين عبد الله بن سعد الدين نصر الله


(١) عوضا عن علم الدين يحيى: يلاحظ تكرار العبارة التالية.
(٢) وخلع على أحمد العظمة: يلاحظ تكرار العبارة.
(٣) قرا غلام: قرا غلامية، وقد ورد الاسم «قرا غلام» هنا أعلاه س ٧.