للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيئاً قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شيء قط فانتقم لنفسه، إلا أن تنتهك محارم الله؛ فينتقم لله» (١).

وبدّل النصارى شرائع دينهم فزادوا في الصيام وجعلوه خمسين يوماً، ونقلوه إلى الربيع، وتركوا حج بيت المقدس، وحجوا لكنيسة القمامة، وبيت لحم، وكنيسة صيدنايا، وليس شيء من ذلك منقولًا عن المسيح. وابتدعوا عيد القلندس، وعيد الميلاد، وعيد الغطاس وهو القداس، وعيد الخميس والجمعة والسبت التي في آخر صومهم، وغيرها من الأعياد جعلوها بأسماء كبرائهم، وعيد الصليب الذي جعلوه في وقت ظهور الصليب لما أظهرته هيلانة الحرانية الفندقانية أم قسطنطين بعد المسيح بمائتين من السنين، وعظموا الصليب لأن الملك قسطنطين رأى صورة صليب كواكب (٢)، ومعلوم أن هذا لا يصلح أن ينبني عليه شريعة، وبنوا على أسماء كبرائهم أو قبورهم الكنائس، وجعلوا فيها أصناماً على صورهم، يدعونهم من دون الله، وتركوا قبلة بيت المقدس، وصلوا إلى الشرق.

والنصارى لا يقرّبون القرابين بالسميد، كما كان بنو إسرائيل من قبل، ولا يحجّون في كل شهر، ومن سنة إلى سنة إلى بيت المقدس -بيت الله- ويقرّبون لله ربهم فيه قرابين نقية زكية.


(١) روي بألفاظ متقاربة في مسند الإمام أحمد (٤٣/ ٩٢ ط الرسالة): «٢٥٩٢٣»، وقال المحقق: "إسناده صحيح على شرط الشيخين". وفي «الطبقات الكبرى - ط العلمية» (٨/ ١٦٤): «باب ذكر ضرب النساء».
(٢) من ضلال النصارى أنهم جعلوا أداة عدوهم (الصليب) رمزاً لهم!! فهل يحتفي أحد بأداة عدوه؟! ويذكر بعض المؤرخين أن رمز بعض النصارى في القرون الأولى كان (السمكة) نسبة إلى قصة بحيرة طبرية والسمك الذي باركه المسيح كما يذكرون.

<<  <   >  >>