وقال لتلامذته:«كما بعثني أبي، كذلك أبعث بكم». فاعترف بأنه نبي، وأنه مألوه، ومربوب، ومبعوث.
وقال لتلامذته:«إنّ مَنْ قَبِلكم وآواكم فقد قبلني، ومن قبلني فإنما يقبل من أرسلني، ومن قبل نبياً باسم نبي، فإنما يفوز بأجر من قَبِل النبي». فبين ها هنا في غير موضع أنه نبي مرسل، وأن سبيله مع الله سبيلهم معه.
وقال «متّى» التلميذ في إنجيله -يستشهد على المسيح بنبوة أشعيا عن الله-: «هذا عبدي الذي اصطفيته، وحبيبي الذي ارتاحت إليه نفسي، أنا واضع روحي عليه، ويدعو الأمم إلى الحق». فلن يحتاج إلى حجة أوضح من هذا القول الذي جعلتموه حجة لكم، فقد أوضح الله أمره، وسماه عبداً، وأَعلَمَ أنه يضع عليه روحه، ويؤيده بها، كما أيد سائر الأنبياء بالروح، فأظهروا الآيات المذكورة عنهم، وهذا القول يوافق ما بشر به جبريل -المَلَك- مريم حين ظهر لها، وقال القول الذي سقناه في صدر كتابنا.
وقال «يوحنا» التلميذ في الإنجيل عن المسيح ﵇: «إن كلامي الذي تسمعون هو كلام من أرسلني».
وقال في موضع آخر:«إن أبي أجلُّ، وأعظم مني». و «يشهد لي أبي الذي أرسلني».
وقال المسيح لبني إسرائيل:«تريدون قتلي وأنا رجل قلتُ لكم الحق الذي سمعت الله يقوله».
وقال في الرجل الذي أقامه من الموتى:«يا أبي أشكرك على استجابتك دعائي، وأعترف لك بذلك، وأعلم أنك كل وقت تجيب دعوتي، لكن أسألك من أجل هذه الجماعة؛ ليؤمنوا بأنك أنت أرسلتني».