وقال شمعون الصفا رئيس الحواريين في الفصل الثاني من قصصهم:«يا رجال بني إسرائيل! اسمعوا مقالتي، إن يسوع الناصري رجل ظهير لكم من عند الله بالقوة، والأيدي، والعجائب التي أجراها على يديه».
قال أبو نصر: وإنما سمى «ناصري»؛ لأن أمه كانت من قرية يقال لها:«ناصرة» في الأردن، وبها سميت النصرانية.
فإذا كانت الشهادات منه على نفسه، ومن الأنبياء عليه، ومن تلاميذه بمثل ما قد بيناه؛ فإن اللغة قد أجازت أن يسمى الولي ابناً، وقد سماكم الله جميعاً بنيه، وأنتم لستم في مثل حاله.
وقد أقر بأن له إلهاً هو الله، ومن كان له إله فليس بإله، كما تقولون.
فإن قلتم: إن إسرائيل وداود ونظراءهم إنما سُمّوا أبناء الله على جهة الرحمة من الله لهم، والمسيح ابن الله على الحقيقة. -تعالى الله عن ذلك-.
قلنا: يجوز لمعارض أن يعارضكم، فيقول لكم ما تنكرون أن يكون إسرائيل وداود ابني الله على الحقيقة، والمسيح ابن رحمة، وما الفرق؟
هذا «إلياس» أمر السماء أن تمطر فأمطرت، ولم يدع الله في ذلك الوقت، وقد قال الله في السفر الخامس من التوراة لموسى:«أخرج أنت وشعبك الذي أخرجت من مصر، وأنا أجعل معكم ملكاً يغفر ذنوبكم».
فإن زعمتم أن المسيح إله؛ لأنه غفر ذنوب المقعد، فالملك إذاً إله؛ لأنه يغفر ذنوب بني إسرائيل، وإلا فما الفرق؟