منقوص العلم، وأن الله ﵎ أعز وأعلم منه، وأنه خلافه وأعلا منه، وقد بين بقوله:«أحد» عمومه بذلك الخلق جميعاً، ثم قال:«ولا الملائكة» وعندهم من علم الله ما ليس عند أهل الأرض!!
وهل بنيتم أمركم في ذلك إلا على قول «متّى» التلميذ على المسيح ﵇ أنه قال لتلاميذه حيث أراد أن يفارقهم: «اذهبوا، فعمدوا الناس باسم الأب، والابن، وروح القدس»؟ وهذا كلام يحتمل معناه - إن كان صحيحاً - أن يكون ذهب فيه بأن يجمع هذه الألفاظ إلى أن تجتمع لهم بركات الله، وبركة نبيه المسيح، وروح القدس التي يؤيد بها الأنبياء والرسل.
فَلِم حكمتم بأنه ذهب إلى أن هذه الأسماء لما أضافها إلى الله جل وعلا صارت آلهة، وجعلتم لها أقانيم، لكل اسم أقنوم يخصه بعينه، وهو شخص واحد؟! وكيف استجزتم ما أشركتموه مع الله جل وعلا بالتأويل الذي لا يصح؟!
وهذا كلام له مذهب في اللغة القديمة التي جاءت بها الكتب، وليست بموجبة الإلهية؛ إذ كان قد شاركه في هذا الاسم غيره، فلم لا جعلتموه كما جعل نفسه؟!
ثم إن المسيح قال للرجل الذي أتاه فقال له: أيها العالم الصالح، أي الأعمال خير لي، الذي تكون لي حياة إلى يوم الدين؟ فقال له: لم تقول لي: صالحاً. ليس الصالح إلا الله وحده». فاعترف لله بأنه واحد لا شريك له، ونفى عن نفسه فلم يجعلها ولا أحد من الخلق أهلًا لذلك.
وقوله للمرأة التي جاءته فقالت: أنت ذلك النبي الذي كنا ننتظر مجيئه؟ فقال لها المسيح:«صدقت، طوبى لك».