للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال للشيطان حين اختبره، فسامه أن يلقي نفسه من رأس الهيكل فقال: «أمرنا أن لا نجرب الرب».

ثم سامه أن يسجد له فقال: «أمرنا أن لا نسجد إلا الله وحده، ولا نعبد سواه».

ثم صلاته في غير وقت لله، وآخرها الليلة التي أخذته اليهود فيها. فإذا كان إلهاً -كما زعمتم - فلمن كان يصلي ويسجد؟!!

ثم قول الجموع الذين كانوا معه حين دخل أورشليم (١) وهي مدينة بيت المقدس على الأتان لمن كان يسأله عن أمره، لما راجت المدينة به: «هذا هو يسوع الناصري النبي الذي من الناصرة».

ثم قوله في بعض الإنجيل: «اخرجوا بنا من هذه المدينة، فإن النبي لا يبجل في مدينته».

وفي موضع آخر أنه قال: «لا يهان نبي إلا في مدينته، وفي بيته وأقاربه».

ما رضيتم بقوله في نفسه، ولا بقول تلامذته فيه، ولا بقول من تنبأ عليه من الأنبياء، ولا قول جموعه الذين تولوه لمن سألهم من مخالفيهم عنه، وتركتم ذلك كله، وأخذتم بآراء قوم تأولوا لكم؟!!

ونجدكم تقولون في المسيح : «إنه مولود من أبيه، أزلي»!!

إن كان هذا الابن أزلياً على ما في شريعة إيمانكم، فليس هذا بمولود. وإن كان مولوداً، فليس بأزلي.


(١) معنى (أور شليم): أرض سليم، وهو اسم كنعاني، حيث كان سكان بيت المقدس (القدس) قبل أن يسكنها بنو إسرائيل الذين كانوا في تيه سيناء.

<<  <   >  >>